responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شجرة طوبى نویسنده : الشيخ محمد مهدي الحائري    جلد : 1  صفحه : 73


انقطعت مدتك وجاءت منيتك فجذب الروح من جسدي وليس من جذبة يجذبها إلا وهي تقوم مقام كل شدة ، حتى صارت الروح في صدري فأشار إلي بجذبة لو أشارها إلى الجبال لذابت ، فقبض روحي من عرنين أنفي فعلا من أهلي الصراخ والبكاء ، وظهر خبري إلى الجيران والأحباء ، وليس من شئ يقال ويفعل إلا وأنا عالم به .
فلما اشتد صراخ القوم علي التفت ملك الموت إليهم بغيظ وقنوط ، وقال : مم بكاؤكم ؟ فوالله ما ظلمناه فتصيحوا ، ولا اعتدينا عليه فتبكوا ، لقد انقطعت مدته ، وفنى رزقه ، وصار إلى ربه الكريم نحن وأنتم عبيد رب واحد ، يحكم فينا ما يشاء ، وهو على كل شئ قدير ، فان صبرتم اجرتم ، وان جزعتم أئمتم ، كم لي من رجعة إليكم ، آخذ البنين والبنات والآباء والأمهات ثم انصرف عني والروح فوق رأسي تنظر إلي حتى جاء الغاسل وجردني من أثوابي وأخذ تغسيلي ، فنادته الروح يا عبد الله رفقا بالبدن الضعيف ، فوالله ما خرجت من عرق إلا انقطع ، ولا عضو إلا انصدع فوالله لو سمع الغاسل ذلك القول لما غسل ميتا ابدا . فلما فرغوا حملوني على السرير ، والروح أمامي حتى وضعوني على شفير القبر ، فلما أنزلوني في قبري عاينت هولا عظيما .
يا سلمان لقد تمثل لي اني سقطت من السماء إلى الأرض في لحدي ثم شرج علي اللبن وحثي التراث علي ، ورجع المشيعون ، فعند ذلك أخذت بالندم ، وقلت يا ليتني كنت من الراجعين لان أعمل صالحا . فجاوبني مجيب من جانب القبر ( كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) فقلت له : من أنت يا هذا ؟ قال : أنا ملك وكلني الله عز وجل بجميع خلقه لأنبئهم بعد مماتهم ليكتبوا أعمالهم على أنفسهم بأيديهم .
ثم جذبني وأجلسني ورجعت الروح إلى جسدي ، وقال : اكتب عملك . فقلت :
انا لا أحصيها فقال لي : اما سمعت قول ربك : أحصاه الله ونسوه اكتب فانا أملي عليك . فقلت : أين البياض ؟ فجذب جانبا من كفني فقال : هذه صحيفتك . فقلت : من أين القلم ؟ قال : سبابتك . فقلت أين المداد ؟ قال : ريقك . ثم أملى علي ما فعلته في دار الدنيا فلم تبق من أعمالي صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا . ثم إنه أخذ الكتاب وختمه بخاتم وطوقه في عنقي فخيل لي أن جبال الدنيا جميعا قد طوقوها في عنقي فقلت : تفعل هذا بي ؟ قال : ألم تسمع قو ربك :
( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ

نام کتاب : شجرة طوبى نویسنده : الشيخ محمد مهدي الحائري    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست