الأمة في معرفة الأئمة . وكان حنبلي المذهب ويرمى بالتشيع سئل عنه يوما وهو على المنبر وتحته جماعة من مماليك الخليفة وخاصته وهم فريقان سنة وشيعة فقيل له : من أفضل الخلق بعد رسول الله ( ص ) علي ( ع ) أو أبو بكر ؟ فقال : أفضلهما بعده من كانت ابنته تحته . فأوهم الحاضرين ولم يعرفوا مذهبه فقالوا : نسأله غير هذا . فقالوا : كم الخلفاء بعد رسول الله ؟ فصاح أربعة أربعة أربعة . إيماء إلى الأئمة الاثني عشر . وروي في كتاب الصراط المستقيم ان ابن الجوزي قال يوما على منبره : سلوني قبل ان تفقدوني فسألته امرأة عما روي أن عليا ( ع ) سار في ليلة إلى سلما فجهزه ورجع فقال : روي ذلك . قالت فعثمان لم ثلاثة أيام منبوذ في المزابل وعلي ( ع ) حاضر قال : نعم . قالت : فلقد لزم الخطأ لأحدهما فقال : ان كنت خرجت من بيتك بغير اذن زوجك فعليك لعنة الله . فقالت : خرجت عائشة إلى حرب علي ( ع ) باذن النبي ( ص ) أو لا ؟ فانقطع ولم يرد جوابا . أقول : اتفق أهل العلم على أن قول سلوني قبل أن تفقدوني من خصائص أمير المؤمنين ( ع ) وما قالها غيره إلا افتضح ، ولما ورد قتادة من الشام إلى الكوفة قال : يوما على المنبر إن علي بن أبي طالب قال في مسجدكم هذا : سلوني قبل أن تفقدوني وأنا أقول مثل قوله أيضا . فقام إليه رجل فسأله عن النملة التي كلمت سليمان كانت ذكرا أم أنثى ؟ فافحم ولم يرد جوابا . وفي الأثر : أن مقاتل بن سليمان أسند ظهره يوما إلى الكعبة . وقال : سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني عما دون العرش فأخبركم . فقال له رجل : أو حج حجها آدم من حلق رأسه ؟ قال : لا أدري ، وقال له غيره ، الذبابة أمعاؤها في مقدمها أم في مؤخرها ؟ فتحير ، ومن المعلوم من تفوه بقول سلوني قبل أن تفقدوني ينبغي ان يكون عالما بجميع الأشياء ، حتى ولو سئل عما سئل أجاب ، ولم يفحم في الجواب ، وليس إلا أمير المؤمنين ( ع ) الذي كان باب لمدينة علم النبي ( ص ) . وروى شيخنا البهائي أن أعرابيا سأل عليا ( ع ) فقال : رأيت كلبا وطئ شاة فأولدها فما حكم ذلك في الحل ؟ فقال ( ع ) : اعتبره في الاكل فان أكل لحما فهو كلب ، وان رأيته يأكل علفا فهو شاة . فقال الاعرابي : رأيته يأكل هذا تارة ويأكل هذا تارة فقال ( ع ) : اعتبره في الشرب فان كرع فهو شاة ، وان ولغ فهو كلب . فقال الاعرابي :