أيذكرك وينساني ؟ . ودخل بهلول يوما على الرشيد وهو يدعو ويقول في دعائه : اللهم أن عبدك لا يخلو من حالين إما منعم عليه بنعمة يجب الشكر عليها ، أو مبتلى بمصيبة يجب الصبر عليها . فقال بهلول : لو أن انسانا . . . وأولجه في استك ، أهذه نعمة يجب الشكر عليها أم مصيبة يجب الصبر لديها ؟ فتحير هارون ، ولم يرد جوابا . قيل : أن بهلول أتى يوما إلى قصر هارون الرشيد فرأى المسند والمتكأ الذي هو مكان هارون خاليا فجلس في مكانه لحظة ، فرآه الخدم والحجاب فضربوه وسحبوه من مكان الخليفة فلما خرج هارون من داخل قصره رأى بهلول جالسا يبكي فسأل الخدم فقالوا . جلس في مكانك فضربناه وسحبناه . فزجرهم ونهرهم وقال له . لا تبك . فقال يا هارون ما أبكي على حالي ولكن أبكي على حالك ، أنا جلست في مكانك هذا اللحظة الواحدة فضربوني هذا الضرب الشديد وأنت جالس طول عمرك فكيف يكون حالك غدا ؟ يعني هذا مكان ينبغي أن يجلس فيه من يعدل في الرعية وينصف في القضية ويقسم بالسوية ، وأنت لست بأهل . نعم والله كان اللعين فاسقا فاجرا ، ظالما سفاكا ، فاتكا ولا سيما بالنسبة إلى العلويين والسادات ، ولقد قتل منهم ستين علويا في ليلة واحدة ، وإذا ظفر بأحدهم جعله في جوف أسطوانة ويبني عليه ، وقد صنع بإمامنا موسى بن جعفر ما صنع حتى قتله بالسم مظلوما مسموما شهيدا غريبا في الحبس الخ . المجلس الحادي والعشرون تنبأ رجل في زمن المتوكل فلما أحضر بين يديه قال . أنت نبي ؟ قال . نعم . قال . فما الدليل على صحة نبوتك ؟ قال : القرآن العزيز يشهد نبوتي في قوله تعالى : إذا جاء نصر الله والفتح . وانا اسمي نصر الله قال : فما معجزتك قال ائتوني بامرأة عاقرا انكحها تحبل بولد يتكلم في الساعة ويؤمن بي . فقال المتوكل لوزيره الحسن بن عيسى : أعطه زوجتك حتى نبصر كرامته . فقال الوزير : أما أنا فاشهد أنه نبي الله وإنما يعطي زوجته من لا يؤمن