responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شجرة طوبى نویسنده : الشيخ محمد مهدي الحائري    جلد : 1  صفحه : 111


إذا سألناه وكنا مع دنوه منا ، وقربنا منه لا نكاد نكلمه لهيبته ، ولا نرفع أعيننا إليه لعظمته فان تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله وأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وهو قائم في محرابه ، قابض بيده على لحيته يتململ كتململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين فكأني الان وهو يقول يا دنيا يا دنيا أبي تعرضت ؟ أم إلي تشوقت ؟ هيهات هيهات لا حان حينك غري غيري لا حاجة لي فيك قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها فعمرك قصير ، وخطرك يسير ، وأملك حقير آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ، ووحشة الطريق ، وعظيم المورد فوكفت دموع معاوية على لحيته فنشفها بكمه ، واختنق القوم بالبكاء .
ثم قال : كان والله أبو الحسن كذلك فكيف كان حبك إياه يا ضرار قال : كحب أم موسى لولدها موسى واعتذر إلى الله من التقصير قال : وكيف صبرك عنه يا ضرار ؟ قال :
صبر من ذبح ولدها على صدرها فهي لا ترقى عبرتها ولا تسكن حرارتها . ثم قام وخرج وهو باك فقال معاوية لأصحابه . أما انكم لو فقدتموني لما كان فيكم من يثني علي مثل هذا الثناء قال بعض الحاضرين : الصاحب على قدر الصاحب أقول : ان معاوية لما سئله عن صبره في فقد أمير المؤمنين ( ع ) قال : كصبر من ذبح ولدها على صدرها فهي لا ترقى عبرتها ولا تسكن حرارتها ، وهذا من أشد المصائب لا يتصور فوقها مصيبة بان يذبح الولد على صدر أمه وأمه تنظر إليه ، ولا تلام إذا متت عند ذلك ساعد الله قلب ليلى قيل إنها جلست يوم الحادي عشر من المحرم وأخذت رأس ولدها وضمته إلى صدرها إذ اقبل إليها منقذين بن مرة العبدي لعنه الله ، وصنع ما صنع حتى غشي عليها الخ .
المجلس الواحد والأربعون قال الله عز من قائل : ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها في كل حين بأذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ) وقال

نام کتاب : شجرة طوبى نویسنده : الشيخ محمد مهدي الحائري    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست