نام کتاب : سنن النبي ( ص ) ( مع ملحقات ) نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 109
أرسلني إليك بهدية ، لم يعطها أحدا قبلك ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما هي ؟ قال : الصبر وأحسن منه ، قال : وما هو ؟ قال : الرضا وأحسن منه . قال : وما هو ؟ قال : الزهد وأحسن منه . قال : وما هو ؟ قال : الإخلاص وأحسن منه . قال : وما هو ؟ قال : اليقين وأحسن منه . قال : قلت : ما هو يا جبرئيل ؟ قال : إن مدرجة ذلك التوكل على الله عز وجل ، فقلت : وما التوكل على الله ؟ - قال : العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ، ولا يعطي ولا يمنع ، واستعمال اليأس من الخلق ، فإذا كان العبد كذلك لا يعمل لأحد سوى الله ولم يرج ولم يخف سوى الله ولم يطمع في أحد سوى الله فهذا هو التوكل . قال : قلت : يا جبرئيل فما تفسير الصبر ؟ قال : يصبر في الضراء كما يصبر في السراء . وفي الفاقة كما يصبر في الغنى ، وفي البلاء كما يصبر في العافية ، فلا يشكو حاله - بما يصيبه من البلاء . قلت : فما تفسير القناعة ؟ قال : يقنع بما يصيبه من الدنيا ، يقنع بالقليل ويشكر اليسير . قلت : فما تفسير الرضا ؟ قال : الراضي لا يسخط على سيده ، أصاب من الدنيا أم لم يصب ، ولا يرضى لنفسه باليسير من العمل . قلت : فما تفسير الزهد ؟ قال : يحب من يحب خالقه ، ويبغض من يبغض خالقه ، ويتحرج من حلال الدنيا ولا يلتفت إلى حرامها ، فإن حلالها حساب وحرامها عقاب ، ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه ، ويتحرج من الكلام كما يتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها ، ويتحرج من حطام الدنيا وزينتها كما يتجنب النار أن تغشاه ، وأن يقصر أمله ، وكأن بين عينيه أجله . قلت : يا جبرئيل فما تفسير الإخلاص ؟ قال : المخلص الذي لا يسأل الناس شيئا حتى يجد ، وإذا وجد رضي ، وإذا بقي عنده شئ أعطاه في الله ، فإن لم يسأل المخلوق فقد أقر لله بالعبودية ، وإذا وجد فرضي فهو عن الله راض ، والله تبارك وتعالى عنه راض ، وإذا أعطى الله عز وجل فهو على حد الثقة بربه .
نام کتاب : سنن النبي ( ص ) ( مع ملحقات ) نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 109