من ( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) ( 1 ) . اللهمّ وفّقنا لصرف أوقاتنا في ما يُرضيك عنّا ، وتقبّلْ ذلك بفضلك وإحسانك منّا ، إنّك أنت الجوادُ الكريمُ . فصلٌ [ 3 ] ولما رُوِّيْنا بأسانيدنا المتّصلة إلى محمّد بن يعقوب ( رحمه الله ) عن الحسين بن محمّد الأشعريّ ، عن المعلّى بن محمّد ، عن ابن جُمْهور ، عن عبد الله بن أبي نجران ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : " مَنْ حَفِظَ من أحاديثنا أربعينَ حديثاً ، بَعَثَهُ اللهُ يومَ القيامة عالماً فقيهاً " ( 2 ) . ورُوِّيْنا من غير طريقه ، بسندنا المتّصل إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : " مَنْ حَفِظَ على أُمّتي أربعين حديثاً في ما ينفعهم من أمر دينهم ، بُعِثَ يومَ القيامة من العلماء " ( 3 ) . ورُوِّيْنا أيضاً عنه ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : " مَنْ تعلّمَ حديثين ينفعُ بهما نفسه ويعلّمهما غيره فينتفع بهما ، كان خيراً له من عبادة ستّين عاماً " ( 4 ) . ورُوِّيْنا أيضاً بسندنا المتّصل إلى ابن عبّاس - رضي الله عنهما - أنّه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " مَنْ حَفِظَ على أُمّتي حديثاً واحداً ، كان له أجرُ سبعين نبيّاً صدّيقاً " ( 5 ) . ولا شبهةَ أنّ الحديث المعتبر عند أهل النقل كافّةً ، الذي يجبُ العمل به ، هو المتّصلُ لا المنقطع ، عند علمائنا كافّةً وعند جمهور العامّة . وقد منّ اللهُ تعالى ، فاستخرجتُ من الكافي ما يزيدُ عن أربعين حديثاً ، وقد تلوتُ عليك منها جملةً ، بعضها يتعلّقُ بفضل التفقّه في الدين ، وبعضها يتعلّقُ بفضل رواية
1 . سورة الكهف ( 18 ) : 104 . 2 . الكافي 1 : 49 ، كتاب فضل العلم ، باب النوادر ، ح 7 . 3 . كنز العمّال 10 : 224 ، ح 29183 . 4 . كنز العمّال 10 : 163 ، ح 28849 باختلاف . 5 . لم أجده بالرغم من الفحص الأكيد في المصادر العامّة والخاصّة .