( والمتن ) لغةً : ما اكتنف الصُلب من الحيوان ، وبه شُبّه المتن من الأرض . ومَتُنَ الشيءُ قَوِيَ متنُه ، ومنه : حبلٌ متينٌ . فمتن كلّ شئ ما يتقوّم به ذلك الشيء ويتقوّى به ، كما أنّ الإنسان يتقوّم بالظَهر ويتقوّى به . فمتن الحديث : ( لفظ الحديث الذي يتقوّم به المعنى ) وهو مقول النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وما في معناه ( 1 ) . ( والسند : طريق المتن ) ، وهو جملة مَنْ رواه ؛ من قولهم : " فلان سَنَدٌ " أي : معتمَد . فسمّي الطريق سنداً لاعتماد العلماء في صحّة الحديث وضعفه عليه . ( وقيل : ) إنّ السند هو ( الإخبار عن طريقه ) أي طريق المتن ( 2 ) . والأوّل أظهر ؛ لأنّ الصحّة والضعف إنّما يُنسبان إلى الطريق باعتبار رُواته لا باعتبار الإخبار ، بل قد يكون الإخبار بالطريق الضعيف صحيحاً ؛ بأن رواه الثقة الضابط بطريق ضعيف ؛ بمعنى صحّة الإخبار بكون تلك الرواة طريقه مع الحكم بضعفه . ( والإسناد : رفع الحديث إلى قائله ) ؛ من نبيّ أو إمام أو ما في معناهما . ( والأولى ردّ المعنى الثاني ) للسند - وهو الإخبار عن طريق المتن - ( إليه ) أي إلى الإسناد ( أيضاً ) ، لا أن يُجعل تعريفاً للسند ؛ لأنّ الإخبار عن الطريق - في الحقيقة - هو الإسناد ، كما يظهر من تعريفه . وعليه ، فالسند والإسناد بمعنى ، وعلى الأوّل هما غيران . ( ثمّ الخبر ) بأيّ معنى اعتُبر ( منحصر في الصدق والكذب ) على وجه منع الجمع والخلوّ ، ( في الأصحّ ) من الأقوال . وإنّما قلنا : إنّه منحصر فيهما ؛ ( لأنّه ) - كما قد عرفت - يقتضي نسبةً في اللفظ ، ونسبةً في الواقع . ثمّ ( إن طابق الواقعُ المحكيَّ ) باللفظ ( فالأوّل ) وهو الصدق ، ( وإلاّ ) يطابقه
1 . في حاشية المخطوطة : " لأنّه شامل لفاطمة والأئمّة ( عليهم السلام ) والحديث القدسي " . 2 . القائل هو الطيّبي في الخلاصة في أُصول الحديث : 33 .