فاطمة سيّدة نساء العالمين وبضعة الرسول ، التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها ، كما رووه في صحاحهم ( 1 ) . ومنهم الحسن والحسين ، سيّدا شباب أهل الجنّة . ومنهم السجّاد زين العابدين ، الذي انتهى إليه العلم والزهد والعبادة ، كما لا يخفى على مسلم . ومنهم محمّد الباقر ، الذي سمّي باقر العلم لاتّساع علمه وانتشاره . وأخبر النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) جابر الأنصاري ( رضي الله عنه ) أنّه سيدركه ، وأنَّ اسمَهُ اسمُهُ ، وأنّه يَبْقَرُ العلمَ بَقْراً ، وقال : " إذا لقيتَهُ فاقرأْ عليه منّي السلامَ " ( 2 ) . ولم ينكر تلقيبه بباقر العلم منكرٌ ، بل اعترفوا بأنّه وقع موقعه وحلّ محلّه ( 3 ) . ومنهم جعفر الصادق ابنه ، الذي اشتهر عنه من العلوم ما بَهَرَ العقولَ ، حتّى غلا فيه جماعةٌ وأخرجوه إلى حدّ الإلهيّة . ودوّن العامّة والخاصّة ممّن بَرَزَ ومَهرَ بتعليمه من العلماء والفقهاء أربعة آلاف رجل ، كزُرارة بن أعْيَن ، وأخويه بُكَيْر وحُمْران ، وجميل بن دَرّاج ، ومحمّد بن مُسلم ، وبُرَيْد بن مُعاوية العِجْلي ، وهشام بن الحَكَم ، وهشام بن سالم ، وأبي بَصير ، وعبد الله بن سِنان ، وأبي الصباح ، وغيرهم من أعيان الفضلاء من أهل الحجاز والعراق والشام وخراسان ، من المعروفين والمشهورين من أصحاب المصنّفات المتكثّرة والمباحث المشهورة ، الذين ذكرهم العامّة في كتب الرجال ، وأثنوا عليهم بما لا مزيدَ عليه ، مع اعترافهم بتشيّعهم وانقطاعهم إلى أهل البيت . وقد كُتِبَ من أجوبة مسائله - هُوَ فقطْ - أربعمائةُ مُصَنَّف لأربعمائة مُصَنِّف ،
1 . صحيح البخاري 1 : 532 ؛ المناقب لابن المغازلي : 351 ؛ المستدرك للحاكم 3 : 153 ؛ أُسد الغابة 5 : 522 ؛ كنز العمّال 12 : 111 . 2 . لاحظ رواية جابر هذه وما يعضدها ويشهد لها ، في تعليقنا على كتاب : تاريخ أهل البيت ، الطبعة الثانية التي لا تزال قيد الطبع . 3 . لاحظ المعجم الوسيط : 65 . طبع مجمع اللغة العربية - القاهرة .