فإنّ ممّا يؤسف له أنّ نزراً يسيراً من هذه الكتب وجد طريقه إلى الطباعة ، وهذا ما يؤيّد صحّة ما ذهب إليه المرحوم المامقاني بقوله : " . . . لمّا كان علم الدراية والرجال من العلوم المتوقّف عليها الفقه والاجتهاد عند أُولي الفهم والاعتبار ، وصارا في أزمنتنا مهجورين بالمرّة حتّى لا تكاد تجد بهما خبيراً وبنكاتهما بصيراً ، بل صارا من العلوم الغريبة ، والمباحث المتروكة . . . " . ( 1 ) وانطلاقاً ممّا سبق ذكره ، قمنا بتقديم اقتراح إلى مركز بحوث دار الحديث دعونا فيه إلى إحياء رسائل الدراية عند الشيعة وذلك عن طريق تحقيقها وتنقيحها ونشرها على شكل مجلّدات ، وحظيت هذه الفكرة بالقبول وأقرّها المركز المذكور . وابتدأ العمل أوّلا بإعداد دليل وصفي مفهرس ، ودليل بمخطوطات كتب الدراية ، ووقع الاختيار من بينها على أكثرها أهمّيةً وأغناها مضموناً ، وأُحيلت كلّ واحدة منها إلى المحقّقين لينهضوا بمهمّة تنقيحها وتحقيقها . ونقدّم حالياً للباحثين والمهتمّين بعلوم الحديث أوّل مجلّد من سلسلة " دراية الحديث " الذي يضمّ الرسائل التالية : 1 - مصنّفات الشيعة في علم الدراية ، أبو الفضل حافظيان البابُلي . عبارة عن مسرد قمت بإعداده كمقدّمة لسلسلة " دراية الحديث " ، تضمّ هذه الرسالة مسرداً بأسماء كتب الشيعة المؤلّفة في علم الدراية . واعتمدنا في عملنا الأُسلوب التالي : أ - التعريف بماهية الكتاب وهيكليّته وقيمته العلمية . ب - التعرّض للمخطوطات المهمة مع بيان أوصافها . ج - تسليط الضوء على هويّة الكتب المطبوعة ، من قبيل اسم الناشر ومحل الطبع وتاريخ الانتشار والترجمة والتحقيق . د - إدراج فهارس المخطوطات الوارد فيها اسم الكتاب في ذيل كلّ عنوان .