( ولو كان ) راوي الشاذّ ( المخالِف ) لغيره ( غيرَ ثِقة ، فحديثُه مُنْكَرٌ مردودٌ ) ؛ لجمعه بين الشُذوذ وعدم الثقة ، ويُقال لمقابله : المعروفُ . ( ومنهم مَنْ جعلهما ) أي الشاذَّ والمنكَر ( مُترادِفَينِ ) ( 1 ) بمعنى الشاذّ المذكور ، وما ذكرناه من الفرق أضبطُ . ( وثالث عشرها : المُسَلْسَل ( 2 ) ؛ وهو ما تتابَعَ فيه رجالُ الإسناد على صِفَة ) كالتشبيك بالأصابع ، ( أو حالة ) كالقيام ( في الراوي ) للحديث ، سواء كانت تلك الصفةُ أو ( 3 ) الحالة ( قولا ، كقوله : " سمعت فلاناً يقولُ : سمعت فلاناً يقول " إلى المنتهى ) أي منتهى الإسناد ( أو : " أخبرنا فلانٌ واللهِ قال : أخبرنا فلان واللهِ " إلى آخِر ) الإسناد ، وكالمسلسل بقراءة سورة الصفّ . ( أو فعلا ، كحديث التشبيك باليد ، والقيام ) حالَ الرواية ، ( والاتّكاء ) حالَته ، ( والعدّ باليد ) في حديث تعليم الصلاة على النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( 4 ) . ( أو بهما ) أي بالقول والفعل ( كالمسلسل بالمصافحة ) فإنّه يتضمّن الوصفَ بالقولِ في قول كلّ واحد : " صافحني بالكفّ التي صافحت بها فلاناً " وقوله : " فما مَسَسْت خَزّاً ولا حَريراً ألْيَنَ مِن كفّه " ، والفعلِ ؛ وهو نفسُ المصافحة من كلّ واحد من رجال الإسناد . ( و ) المسلسل ( بالتلقيم ) فإنّه يتضمّن الوصف بالقول ، كقول كلّ واحد : " لقّمني فلان بيده لُقمة لُقمة " والفعلِ ؛ وهو التلقيم .
1 . كابن الصلاح في مقدّمته : 64 . 2 . قال السيوطي في تدريب الراوي 2 : 188 : " وقد جمعت في ما وقع في سماعاتي من المسلسلات بأسانيدها " وعلّق عليه : بأنّ للسيوطي المسلسلات الكبرى . وهي خمسة وثمانون حديثاً . وله أيضاً : جياد المسلسلات . وللمزيد راجع فتح المغيث للسخاوي 4 : 40 - 41 مع التعاليق . 3 . في هامش المخطوطة : " الظاهر أنّ لفظة أو " لمنع الخلوّ لا لمنع الجمع ، أو المنفصلة الحقيقيّة " . 4 . ذكر الحاكم النيسابوري في معرفة علوم الحديث : 29 - 34 أنواعاً من المسلسل ، منها حديث التشبيك ، والقيام ، والعدّ باليد . وروى السيوطي حديث التشبيك في الحاوي للفتاوي 2 : 153 . وللمزيد راجع تدريب الراوي 2 : 187 - 188 ؛ وفتح المغيث للسخاوي 4 : 37 - 38 .