نام کتاب : رسالة في معنى المولى نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 23
ثم قال على النسق : فأصبحت مولاها . من غير خلط للأمة بذكر قريش أو غيرها ، مما يصح أن يكنى ب " الهاء " عنه . فكيف يمكن تأويلك على ما تأولت مع أنه لو كان على ما ذهبت إليه ، لخرج الكلام من حد المدح المخصص أو تناقض في اللفظ ، ودل على فساد الغرض ، وذلك أن نصرة الأمة لم تكن مقصورة عليه دون غيره كما ليست مقصورة على سائر الأئمة دون جماعة المسلمين ، بل قصرها على مذهبك يجب أن يكون على غير الإمام من العاقدين له ، لأنها بعقدهم يثبت ، وباختيارهم يصح ، مع كونهم من وراء الإمام ، لتأديبه عند الغلط ، وتقويمه عند الاعوجاج والزلل . فكان لا يبين منهم مما خصه به من المدح ، بل يكون الخاص له بذلك سفيها في قصده ، جاهلا في غرضه مع استحالة قوله : " فأصبحت مولاها " مبينا له ذلك بعد العقد دون ما قبله ، وهو على ما ذهبت إليه عنى أمرا قد كان حاصلا له لا محالة عند الخلق قبل العقد من النصرة التي يشترك فيها جميع أهل الإسلام ، وهذا باب يكشف عن صحة القول فيه تأمل شعر المادح ، ويستدل على أغراضه ، ويعرف به حقيقة ما قلناه عند الإنصاف دون ما تأولت . فأما اعتذارك في شعر الكميت بذكر عقده ، وجواز الغلط في العقد ، فإنه من أعجب شئ ، وذلك أن عقده في معنى اللفظ لم يكن من طريق العقول ولا القياس ، فتجيز عليه الغلط فيه ، وإنما كان من جهة اللغة إذ كانت معاني الألفاظ لا يرجع أحد من أهل العقل في عبارتها المستحقة لها إلى غير اللسان ، فلو جاز أن يتوهم على الكميت أن يغلط في اعتقاده معنى لفظ " المولى " حتى يجعله عند نفسه ما لم يجعله عربي قبله قط
نام کتاب : رسالة في معنى المولى نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 23