أنواع الفواكه ، ثم هذه السحابة لا تفارقه ، ثم صومعتي مشت إليه كما تمشي الدابة على رجلها . ثم هذه الشجرة لم تزل يابسة قليلة الأغصان ولقد كثرت أغصانها واهتزت وحملت ثلاثة أنواع من الفواكه : فاكهتان للصيف ، وفاكهة للشتاء . ثم هذه الحياض قد غارت وذهب ماؤها أيام تمرج [1] بني إسرائيل بعد الحواريين حين وردوا عليهم ، فوجدنا في كتاب شمعون الصفا : أنه دعا عليهم فغارت وذهب ماؤها . ثم قال : متى ما رأيتم قد ظهر في هذه الحياض الماء فاعلموا أنه لأجل نبي يخرج في أرض تهامة مهاجرا إلى المدينة ، اسمه في قومه محمد [2] الأمين وفي السماء أحمد صلى الله عليه وآله ، وهو من عترة إسماعيل بن إبراهيم لصلبه ، فوالله إنه لهو . ثم قال بحيرا : يا غلام أسألك عن ثلاث خصال بحق اللات والعزى إلا أخبرتنيها فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله عند ذكر اللات والعزى ، وقال : لا تسألني بهما فوالله ما أبغضت شيئا كبغضهما ، وإنما هما صنمان من حجارة لقومي . فقال بحيراء : هذه والله واحدة ، ثم قال : فبالله إلا ما أخبرتني ، فقال : سل عما بدا لك ، فإنك قد سألتني بإلهي وإلهك الذي ليس كمثله شئ . فقال : أسألك عن نومك وهيأتك وأمورك ويقظتك ، فأخبره عن نومه وهيأته وأموره ويقظته وجميع شأنه ، فوافق ذلك ما عند بحيرا من صفته التي عنده ، فانكب عليه بحيرا فقبل رجليه وقال : يا بني ما أطيبك وأطيب ريحك ؟ ! يا أكثر النبيين أتباعا ، يا من بهاء نور الدنيا من نوره ، يا من بذكره
[1] التمرج : أصله المرج بمعنى الفساد . ولكن ما وجدنا في كتب المعاجم التي بأيدينا نقل المرج إلى باب التفعل . [2] في المصدر : اسمه في قومه الأمين .