responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حلية الأبرار نویسنده : السيد هاشم البحراني    جلد : 1  صفحه : 102


ظل الكعبة ، فلما أبصروه تباشروا به ، وظنوا أن الحصر والبلاء حملهم على أن يدفعوا إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله فيقتلوه .
فلما انتهى إليهم أبو طالب ورهطه ، رحبوا به ، فقالوا : قد آن لك أن تطيب نفسك عن قتل رجل ، في قتله صلاحكم وجماعتكم ، وفي حياته فرقتكم وفسادكم .
فقال أبو طالب : قد جئتكم في أمر ، لعله يكون فيه صلاح وجماعة ، فاقبلوا ذلك منا ، هلموا صحيفتكم التي فيها تظاهركم علينا ، فجاءوا بها ، ولا يشكون إلا أنهم يدفعون رسول الله صلى الله عليه وآله إذا نشروها ، فلما جاؤوا بصحيفتهم ، قال أبو طالب : بيني وبينكم ، إن ابن أخي قد أخبرني - ولم يكذبني - أن الله عز وجل قد بعث على صحيفتكم الأرضة [1] فلم تدع لله تعالى اسما إلا أثبتته ونفت منها الظلم والقطعية والبهتان ، فإن كان كاذبا ، فلكم علي أن أدفعه إليكم تقتلونه ، وإن كان صادقا ، فهل ذلك ناهيكم عن تظاهركم علينا ؟ فأخذ عليهم المواثيق ، وأخذوا عليه ، فلما نشروها ، فإذا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكانوا هم بالعذر أولى منهم فاستسر أبو طالب وأصحابه ، وقالوا : أينا أولى بالسخر والقطيعة والبهتان .
فقام المطعم بن عدي بن نوفل بن مناف ، وهشام بن عمرو أخو بني عامر بن لوي بن حارثة ، فقالوا : نحن براء من هذه الصحيفة القاطعة العادية الظالمة ، ولن نمالي أحدا في فساد أمرنا وأشرافنا ، وتتابع على ذلك ناس من أشراف قريش ، فخرج أقوام من شعبهم ، وقد أصابهم الجهد الشديد ، فقال أبو طالب في ذلك أمر محمد صلى الله عليه وآله ، وما أرادوا من قتله :
تطاول ليلي بهم نصب * ودمع كسح [2] السقاء [3] السرب [4]



[1] الأرضة : ( بفتح الهمزة والراء ) دويبة من فصيلة الأرضيات تقرض الأخشاب وتعيش في البلاد الحارة .
[2] الكسح ( بفتح السين والحاء المشددة ) صب الماء صبا متتابعا غزيرا .
[3] السقاء ( بكسر السين ) وعاء من جلد للماء واللبن ونحوهما .
[4] السرب ( بفتح السين وكسر الراء ) : الماء السائل .

102

نام کتاب : حلية الأبرار نویسنده : السيد هاشم البحراني    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست