نام کتاب : حديث نحن معاشر الأنبياء نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 4
ورد أبو بكر دعواها هذه أيضا بحديث رواه هو وحده أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة " . فادعى أن النبي لم يترك ميراثا و لا تركة ، وأن كل مخلفاته صدقة . ومع أن هذا خبر واحد ، لم يعرفه ولم يسمعه ولم يروه يومذاك غير أبي بكر [1] . ومع أن الأولى بسماعه وروايته - لو كان النبي صلى الله عليه وآله قاله - هم أهل بيته وابنته الزهراء بالأخص ، لأنهم هم محل ابتلاء مؤداه ، وهم بحاجة إلى معرفة حكمه ، فكان على النبي أن يبلغهم به ، لا أن يقوله لأبي بكر الذي لا يرث من النبي شيئا ! مع هذا فقد فرض أبو بكر رأيه على الزهراء عليها السلام وأخذ منها " فدكا " وقد احتجت الزهراء على أبي بكر في هذا الرأي المنافي لصريح القرآن حيث نص على توريث الأنبياء لورثتهم ، مما يدل على اختلاق هذا الخبر الذي ينسب عدم الإرث إلى الأنبياء . ولقد انقضى التاريخ على ظلمه وجوره ، إلا أن البحوث العلمية حول هذا الخبر الواحد لم تنقض بعد : فالمفارقة المعروفة حتى عند المبتدئين أن كلمة " صدقة " هل تقرأ بالنصب على أنها توضيح لكلمة ( ما ) الذي هو مفعول لقوله ( لا نورث ) فالمعنى : إنا لا نورث المتروكات التي كانت صدقة ، فغير الصدقات مما تركه النبي صلى الله عليه وآله من ممتلكاته يكون إرثا لوارثيه .
[1] وإن كانت أسانيده كثرت - بعد ذلك - حتى صار من المتواترات في عهد معاوية ! ! !
4
نام کتاب : حديث نحن معاشر الأنبياء نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 4