وثاني الشيخين هو فضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر ، فقد كتب كتابه ( سيدنا زين العابدين ) ونشرته ( دار الإسلام - القاهرة ، والمكتبة العصرية بيروت ) .
فقد ختم مقدّمة كتابه بقوله :
« ونحن في هذا الكتاب إنّما نعطي صورة مختصرة لشخصية من الشخصيات الكريمة التي حاولت - ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً - أن تهتدي بالوحي الكريم ، وتقتدي بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وتسير على نسق المهديين في كلّ زمن ، تلك هي شخصية الإمام : عليّ بن الحسين الملقّب بزين العابدين ، والله أرجو أن ينفع بهذا الكتاب ، وأن يشرح به صدوراً ، ويهدي له قلوباً ، إنّه نعم المولى ونعم النصير » .
وكتابه على صغر حجمه - إذ لم تتجاوز صفحاته ( 150 ) صفحة من الحجم المتوسط - فيه فوائد تبصّر قارءه معرفةً بالإمام عليّ بن الحسين عليه السلام ، إذ يقرأ في الفصل الأوّل : حياته وشخصيته ، وفي الفصل الثاني حِكَمِه ، وفي الفصل الثالث مواعظه ، وفي الفصل الرابع من تآليفه ، وفي الفصل الخامس من دعائه ، ثم الخاتمة .
وهو مع ذلك لا يخلو من هفوات المؤلّفين ، فضلاً عن اعتماده ما لا يخلو عن علامة استفهام على صحته ، ومهما يكن فقد أحسن صنعاً حين ذكر في الفصل الرابع من تآليفه : رسالة الحقوق ناقلاً لها عن تحف العقول للحسن بن

85