نام کتاب : حاشية ابن ادريس على الصحيفة السجادية ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي جلد : 1 صفحه : 68
السيد زين العابدين رضي الله عنه . [1] بهجة العلم في أدعيته رضي الله عنه : ألم تروه قد جمع فيهما ما بين تهذيب الأخلاق والاخلاص لله ، وما بين النظر في العوالم العلوية والسفلية كما في القرآن ، الله أكبر دعاء السيد زين العابدين ربّه في ظلمات الليالي قال له : يا ربّ اغفر لي ، يا ربّ ارحمني ، يا ربّ طهّر قلبي ، يا ربّ جنّبني الرياء ، يا ربّ أنت جعلت الليل راحة لنا وجعلت النهار معاشاً ، أنت الّذي جعلت الشمس والقمر بحساب ، أنت منظّم العوالم ، أنت يا ربّ أحسنت صنعك في شمسك وفي قمرك وفي نجومك ، أنت سخرتها لمنفعة خلقك فانظر لي نظرة راضية بها يصير قلبي خالياً من الرياء ومن العجب ومن الحقد ومن الحسد إنّي أخاف عقابك . فها هو ذا رضي الله عنه جمع بين تهذيب الأخلاق لتصفية النفس ، وبين إكمال هذه النفس الصافية بالعلم والحكمة ، ودراسة عجائب الله عزّ وجلّ للقرب منه والقيام بحقّه ، والبهجة بالاُنس به ، والتفرّج على مصنوعاته البديعة المبهجة للناظرين . الله أكبر انّه رضي الله عنه جمع في دعواته بين علم النفس وعلم الآفاق ، وهذا قوله تعالى : * ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) * ( 1 ) فالأنفس يشار بها إلى علوم كثيرة منها علم الأخلاق ، والآفاق يشار بها إلى علوم