مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ ، فَلَوْلاَ نَصْرُكَ إيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبِينَ ، وَيَا مَنْ وَضَعَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نِيرَ الْمَذَلَّةِ عَلى أَعْنَاقِهَا ، فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خَائِفُونَ ، وَيَا أَهْلَ التَّقْوَى ، وَيَا مَنْ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنى ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَعْفُوَ عَنِّي ، وَتَغْفِرَ لِي فَلَسْتُ بَرِيئاً فَأَعْتَذِرَ ، وَلاَ بِذِي قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرَ ، وَلاَ مَفَرَّ لِي فَأَفِرَّ . وَأَسْتَقِيْلُكَ عَثَراتِي ، وَأَتَنَصَّلُ إلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِي الَّتِي قَدْ أَوْبَقَتْنِي ، وَأَحَاطَتْ بِي فَأَهْلَكَتْنِي ، مِنْهَا فَرَرْتُ إلَيْكَ رَبِّ تَائِباً ، فَتُبْ عَلَيَّ مُتَعَوِّذاً ، فَأَعِذْنِي مُسْتَجِيراً ، فَلاَ تَخْذُلْنِي سَائِلاً ، فَلاَ تَحْرِمْنِي مُعْتَصِماً ، فَلاَ تُسْلِمْنِي دَاعِياً ، فَلاَ تَرُدَّنِي خَائِباً ، دَعوْتُكَ يَا رَبِّ مِسْكِيناً ، مُسْتَكِيناً ، مُشْفِقاً ، خَائِفاً ، وَجِلاً ، فَقِيراً ، مُضْطَرّاً إلَيْكَ ، أَشْكُو إلَيْكَ يَا إلهِي ضَعْفَ نَفْسِي عَنِ الْمُسَارَعَةِ فِيمَا وَعَدْتَهُ أَوْلِيَاءَكَ ، وَالْمُجَانَبَةِ عَمَّا حَذَّرْتَهُ أَعْدَاءَكَ ، وَكَثْرَةَ هُمُومِي وَوَسْوَسَةَ نَفْسِي . إلهِي لَمْ تَفْضَحْنِي بِسَرِيرَتِي ، وَلَمْ تُهْلِكْنِي بِجَرِيرَتِي ، أَدْعُوكَ فَتُجِيبُنِي وَإنْ كُنْتُ بَطِيئاً حِيْنَ تَدْعُونِي . وَأَسْأَلُكَ كُلَّمَا شِئْتُ مِنْ حَوَائِجِي ، وَحَيْثُ مَا كُنْتُ وَضَعْتُ عِنْدَكَ سِرِّي ، فَلاَ أَدْعُو سِوَاكَ ، وَلاَ أَرْجُو غَيْرَكَ ، لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ، تَسْمَعُ مَنْ شَكَا إلَيْكَ ، وَتَلْقى مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ ، وَتُخَلِّصُ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ ، وَتُفَرِّجُ عَمَّنْ لاذَ بِكَ . إلهِي فَلاَ تَحْرِمْنِي خَيْرَ الآخِرَةِ وَالأُولى لِقِلَّةِ شُكْرِي ، وَاغْفِرْ لِي مَا تَعْلَمُ مِنْ ذُنُوبِي ، إنْ تُعَذِّبْ فَأَنَا الظَّالِمُ ، الْمُفَرِّطُ ، الْمُضَيِّعُ ، الآثِمُ ، الْمُقَصِّرُ ، الْمُضْجِعُ ، الُمُغْفِلُ حَظَّ نَفْسِي ، وَإنْ تَغْفِرْ فَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .* * *