يَعْرِضُ لِيَ مِنْ نَزَغَاتِ فِتْنَتِكَ ، وَصُنْ وَجْهِي عَنِ الطَّلَبِ إلَى أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ، وَذُبَّنِي عَنِ التِماسِ مَا عِنْدَ الفَاسِقِينَ ، وَلاَ تَجْعَلْنِي لِلظَّالِمِينَ ظَهِيراً ، وَلاَ لَهُمْ عَلى مَحْوِ كِتَابِكَ يَداً وَنَصِيراً ، وَحُطْنِي مِنْ حَيْثُ لاَ أَعْلَمُ حِيَاطَةً تَقِيْنِي بِهَا ، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ تَوْبَتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَرَأْفَتِكَ وَرِزْقِكَ الواسِعِ ، إنِّي إلَيْكَ مِنَ الرَّاغِبِينَ ، وَأَتْمِمْ لِي إنْعَامَكَ ، إنَّكَ خَيْرُ الْمُنْعِمِيْنَ ، وَاجْعَلْ باقِيَ عُمْرِيْ فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ يَا ربَّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، وَالسَّلاَمُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَبَدَ الآبِدِينَ .* * * ابتدعت الشيء : اخترعته لا على مثالٍ ، والله سبحانه بديع السماوات والأرض ( ص ) [1] . بهذا المعنى ( س ) .آله - بالفتح - الاهةً أي عبد عبادة ، ومنه قرأ ابن عباس رضي الله عنه : ( ويذرك وإلاهَتك ) بكسر الهمزة قال : وعبادتك ، وكان يقول : إنّ فرعون كان يعبد ، ومنه قولنا : ( الله ) وأصله إلهٌ على فعال بمعنى مفعول ، لأنّه مألوهٌ أي معبودٌ ، كقولنا إمام فعال بمعنى مفعول ، لأنّه مؤتمّ به ، فلمّا أُدخلت عليه الألف واللام حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرته في الكلام ، ولو كانت عوضاً منهما لما اجتمعتا مع المعوَّض منه في قولهم : ( إلاله ) وقطعت الهمزة في النداء للزومها تفخيماً لهذا
[1] - الصحاح : 1183 .