( 34 ) دعاؤه إذا ابتُلِيَ أو رأى مُبتلىً بذنب اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى سِتْرِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ ، وَمُعَافَاتِكَ بَعْدَ خُبْرِكَ ، فَكُلُّنَا قَدِ اقْتَرَفَ الْعَائِبَةَ فَلَمْ تَشْهَرْهُ ، وَارْتَكَبَ الْفَاحِشَةَ فَلَم تَفْضَحْهُ ، وَتَسَتَّرَ بِالْمَسَاوِي فَلَمْ تَدْلُلْ عَلَيْهِ ، كَمْ نَهْيٍ لَكَ قَدْ أَتَيْنَاهُ ، وَأَمْرٍ قَدْ وَقَفْتَنَا عَلَيْهِ فَتَعَدَّيْنَاهُ ، وَسَيِّئَةٍ اكْتَسَبْنَاهَا ، وَخَطِيئَةٍ ارْتَكَبْنَاهَا ، كُنْتَ الْمُطَّلِعَ عَلَيْهَا دُونَ النَّاظِرِينَ ، وَالْقَادِرَ عَلَى إعْلاَنِهَا فَوْقَ الْقَادِرِينَ ، كَانَتْ عَافِيَتُكَ لَنَا حِجَاباً دُونَ أَبْصَارِهِمْ ، وَرَدْماً دُونَ أَسْمَاعِهِمْ ، فَاجْعَلْ مَا ستَرْتَ مِنَ الْعَوْرَةِ ، وَأَخْفَيْتَ مِنَ الدَّخِيلَةِ وَاعِظاً لَنَا ، وَزَاجِراً عَنْ سُوْءِ الْخُلْقِ وَاقْتِرَافِ الخَطِيئَةِ ، وَسَعْياً إلَى التَّوْبَةِ الْمَاحِيَةِ ، وَالطَّرِيْقِ الْمَحْمُودَةِ ، وقَرِّبِ الْوَقْتَ فِيهِ ، وَلاَ تَسُمْنَا الْغَفْلَةَ عَنْكَ ، إنَّا إلَيْكَ رَاغِبُونَ ، وَمِنَ الذُّنُوبِ تَائِبُونَ . وَصَلِّ عَلَى خِيَرَتِكَ اللَّهُمَّ مِنْ خَلْقِكَ مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ الصِّفْوَةِ مِنْ بَرِيَّتِكَ الطَّاهِرِينَ ، وَاجْعَلْنَا لَهُمْ سَامِعِينَ وَمُطِيعِينَ كَمَا أَمَرْتَ .* * * المساوي : العُيوب ، ومنه قولهم : الخيل تجري على مساويها : أي أنّها وإن كانت بها أوصاب وعيوب ، فإنّ كرمها يحملها على الجري . ص ( 1 ) .
( 1 ) - الصحاح : 56 .