responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمال الأسبوع نویسنده : السيد ابن طاووس    جلد : 1  صفحه : 273


الخدمة لهم تكون على قدر فضل الله جل جلاله عليهم وإحسانه إليهم فمهما ذكرنا وروينا من الجزاء والثواب على الصلاة على من وصفناه فلا يتعجب منه ولا ينفر عنه ولكن يحتاج أن تكون عارفا بحقهم عليك وعاملا بمعرفتك بحقهم فإنه إذا لم يصدق الفعال المقال كان الانسان متعرضا للخطر والأهوال وقد خاطب الله جل جلاله من أمر بالبر ولم يفعله كأنه يخاطب من يقال له : إنه عبد مجنون فقال جل جلاله : ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) 1 وروى محمد بن يعقوب الكليني من كتاب الروضة مما يتضمن حديث الشيعة يقول فيه عن أبي الحسن صلوات الله عليه : ( إنهم لطالما إتكوا على الأرائك فقالوا : نحن شيعة علي عليه السلام إنما شيعة علي عليه السلام من مصدق قوله فعله ) . 2 وأنت يا أخي تعرف أن النبي وعليا وذريتهما الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين كانت الشريعة والدين عندهم أعز من أنفسهم وأولادهم وأموالهم عيالهم ولذلك كان النبي وعلى عليهما أفضل السلام يخاطران في حروب الاسلام بأنفسهما لحفظ حرمة الدين وطاعة رب العالمين فثبت أن حرمة الشريعة أهم على النبي وعلى عليهما السلام من أولادهما كما حررناه فما تقول فيمن قتل ولدا للنبي وعلى عليهما السلام أما يكون عدوا لهما بغير شك ولو قال وهو يقتل لولدهما أو وهو مصر على المعصية بقتله : أنا أحب النبي صلى الله عليه وآله وعليا عليه السلام وهما يحباني أما كان يعلم كل عاقل أنه يكذب وأنهما عدوان له ولا تنفعه الأماني .
فإذا عرفت ذلك فاعلم أن من ضيع حدود الشريعة وحرمتها وهون بها وقطع موصولها ووصل مقطوعها واستخف بها وآثر الدنيا عليها وعليها صغر فإنه يكون عند النبي وعلى صلوات الله عليهما وعند ذريتهما الطاهرين أعظم ممن يكون قد قتل أولادهم أو كسر حرمتهم أو هون بهم أو قطع أعضائهم أو صغر منزلتهم لأنك قد عرفت أن حرمة الدين عندهم وحرمة سلطان المعاد أعز وأهم من حرمة


1 . البقرة : 44 . 2 . روضة الكافي : 228 ، وفيه : ( انهم طال ما ) .

273

نام کتاب : جمال الأسبوع نویسنده : السيد ابن طاووس    جلد : 1  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست