محمد عليه السلام " [1] . وهذا جابر بن يزيد الجعفي يقول للإمام الباقر عليه السلام : " إذا حدثتني بحديث فاسنده لي . . . " [2] . وهذا الكلام من جابر لا لأنه لا يرى حجية قول الإمام عليه السلام ، بل طلبه لذلك كان إما تبركا أو لموقع احتجاجه على الخصوم . وما كل هذا الاهتمام من الأصحاب بالاسناد والتأكيد عليه ، إلا لشعورهم بأهمية مكانته ، وخطورة دوره في إيصال أحكام الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم إلى من لم يتشرف بسماعها من منبعها الصافي ومنهلها العذب . وقد روى ثقة الاسلام الشيخ الكليني باسناده عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : " قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا حدثتم بحديث ، فأسندوه إلى الذي حدثكم ، فإن كان حقا فلكم وإن كان كذبا فعليه " [3] . وهذا الحديث المبارك يعتبر أقدم نص عند المسلمين قاطبة ، يدل بصراحة على أهمية الاسناد وعلو شأنه ، وأنه به ينجو الناقل للحديث من بعض الكبائر التي توعد عليها بالنار . وقد روي عن عبد الله بن المبارك ( ت / 181 ه ) أنه قال : " الاسناد من الدين ، ولولا الاسناد لقال من شاء ما شاء " [4] . .
[1] رجال النجاشي : ص 39 . وأنما عبرت عن كتاب النجاشي ب ( الرجال ) لاشتهاره بذلك ، وطباعته بهذا الاسم ، وألا فاسمه الصحيح ( الفهرست ) . [2] أمالي الشيخ المفيد : ص 42 ، مجلس 5 ، ح 10 . [3] الكافي : ج 1 ، ص 52 ، ك ( فضل العلم ) ب 17 ، ح 7 . [4] أنظر : شرف أصحاب الحديث : ص 41 ، رقم 77 - 78 ، ومقدمة أبن الصلاح : ص 256 ، وفتح المغيث : ج 3 ، ص 4 ، وتدريب الراوي : ص 341