وابن داود ذكره - أيضا - في القسم الثاني من رجاله [1] مع نقله بعضا من عبارة النجاشي ، ووقفه عن الكشي . هذه أهم عبارات الأصحاب في الرجل . ثم إن هنا أمورا أشير إليها تبعا : الأول : الذي يظهر من سكوت النجاشي وابن شهرآشوب عن الطعن في مذهبه أنه سالم المذهب عندهما ، وذلك لما سيأتي [2] من ديدنهما في هذا الامر ، والا فهما مطلعان على كلام الشيخين - الكشي والطوسي - ، وكتاباهما بين أيديهما . الثاني : الظاهر من الشيخ الطوسي أنه في بداية الامر كان يرى سلامة مذهب حنان ثم اطلع على وقفه في رجال الكشي ، فنقل عنه ذلك في رجاله ، وإلا فهو في ( الفهرست ) الذي كتبه قبل الرجال ، وأخذ على نفسه بيان اعتقاد كل واحد من المصنفين خصوصا إذا كان مخالفا للحق ، كما ذكر في مقدمته [3] لم يطعن في مذهبه أو يغمز في معتقده . ويؤيد ذلك توثيقه له ، ثم الترحم عليه . الثالث : بناء على ما تقدم يكون الأصل في رمي حنان بالوقف هو نقل الشيخ الكشي ذلك عن أشياخ حمدويه . ومشايخ حمدويه فيهم من يعتمد عليه ، وفيهم غير المعتمد ، ولو كان القائل من المشايخ المعتمدين المعروفين كأيوب بن نوح ، ومحمد بن عيسى ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب الذين رووا عن حنان مباشرة ، وهم أخبر به من غيرهم ، فلماذا لم يعين باسمه ؟ ! ولماذا انفرد حمدويه بهذه النسبة ؟ ! .
[1] رجال ابن داود : ص 450 ، رقم 162 . [2] ص 125 - 126 . [3] فهرست الشيخ الطوسي : ص 3