responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلائل الامامة نویسنده : محمد بن جرير الطبري ( الشيعي )    جلد : 1  صفحه : 26


المعجزات لمن هو أدنى من الإمام تصديقا لدعواه المرضية عند الله ؟ ومثال ذلك ما ظهر لمريم العذراء ( عليها السلام ) تبرئة لساحتها ، وما كان لأصحاب الكهف ، وكل ذلك في القرآن مسطور .
وخلاصة القول في المعجزات يمكن إيجازه بما يلي :
أ - إذا كان يصعب التصديق بالمعجزات ، أو بعضها فلأن أصل المعجزة هو كونها خارقة للعادة مخالفة للمألوف ، وإنما يشترط في قبولها شهرتها أو صحة إسنادها ، فمتى ثبتت نسبتها إليهم ( عليهم السلام ) بالطرق المعتبرة والموثقة فليس هناك ما يمنع قبولها ، ولم يبق مبرر للشك فيها بعد أن عرفنا عظيم منزلتهم ، وصحة نسبة الخبر إليهم .
كيف ونحن نرى ونصدق الكثير من خوارق العادات التي تظهر لعباد صالحين هم أدنى بكثير من مراتب الإمامة ؟ !
ب - إن الإيمان بإمامة الأئمة لا يصح أن ينحصر في النظر إلى معجزاتهم وكراماتهم ، كما لا يصح إثبات نبوة موسى ( عليه السلام ) بقلب العصا ثعبانا ، أو نبوة عيسى ( عليه السلام ) بخلق الطير من الطين ، ما لم تجتمع القرائن الأخرى التي تجعل ظهور المعجزة زيادة في ظهور صدقه ليس إلا . وإلا فإن خوارق العادات قد تجري على أيدي الكثيرين من طرق وفنون وحيل كثيرة ، ولكن ما أن تعرض أصحابها على تلك الشرائط والقرائن والدلائل المتقدمة حتى تجد حظوظهم منها حظوظ الفقراء إن لم يكونوا عراة منها على الإطلاق .
ج - ليس المطلوب منا عند الإيمان بمعجزاتهم أن نجعلها كل شئ في اعتقادنا وسلوكنا وثقافتنا ، إنما المطلوب هو الإيمان بهم وبحقيقة إمامتهم لأجل اتباعهم والاقتداء بهم والاهتداء بهديهم ، ولم تأت المعاجز التي أتحفهم بها الله ( تعالى ) إلا خدمة لذلك الغرض ، فهي ليست غاية في ذاتها ، وإنما هي شاهد واحد فقط يقوي الدوافع إلى اتباعهم في نفوس الناس .
د - إن الغرض من المعجزة هو أن تتم بها الحجة ، ويتوقف عليها التصديق ، وأما ما خرج عن هذا فلا يجب على الله إظهاره ، ولا تجب على النبي أو الإمام الإجابة إليه ولو كان على سبيل التحدي .

26

نام کتاب : دلائل الامامة نویسنده : محمد بن جرير الطبري ( الشيعي )    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست