responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلائل الامامة نویسنده : محمد بن جرير الطبري ( الشيعي )    جلد : 1  صفحه : 22


ويلجأون إليه في كل مأزق ، وأمرهم في ذلك مشتهر ، وقد تكرر قول عمر بن الخطاب :
لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن . وقوله : لولا علي لهلك عمر [1] . ولم يكن فضله على عمر بأكثر منه على الآخرين ، وليس عمر بأول من أقر له بفضله ، فقد أقر له الجميع في غير موضع ومناسبة [2] ، وأجمل كل ذلك قول ابن عباس : " والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم ، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر " [3] .
ذلك واحد الناس ، فلم تعرف الناس أحدا غيره قال : " سلوني ، فوالله لا تسألوني عن شئ إلا أخبرتكم " [4] .
وهكذا كان شأن الأئمة من ولده ( عليهم السلام ) أعلم أهل زمانهم وأرجحهم كفة بلا خلاف ، فقد علموا بدقائق ما كان عند الناس ، وزادوا عليهم بخصائص علمهم الموروث من جدهم المصطفى وأبيهم المرتضى . وقد شاع قول أبي حنيفة في الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لم أر أفقه من جعفر بن محمد الصادق ، وإنه لأعلم الناس باختلاف الناس [5] .
ولم يكن الإمام الصادق بأعلم من أبيه ( عليهما السلام ) بل علمه علم أبيه ، وعلم الأئمة من بنيه علمه .
قال أبو حنيفة : دخلت المدينة ، فرأيت أبا عبد الله الصادق فسلمت عليه ، وخرجت من عنده فرأيت ابنه موسى في دهليز وهو صغير السن ، فقلت له : أين يحدث الغريب إذا كان عندكم وأراد ذلك ؟ فنظر إلي ثم قال : يتجنب شطوط الأنهار ، مساقط الثمار ، وأفنية الدور والطرق النافذة ، والمساجد ، ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ويرفع ويضع بعد ذلك حيث شاء .
قال : فلما سمعت هذا القول منه نبل في عيني ، وعظم في قلبي ، فقلت له : جعلت



[1] الاستيعاب - بهامش الإصابة - 3 : 39 ، الإصابة 2 : 509 ، أسد الغابة 4 : 23 .
[2] انظر الاستيعاب 3 : 38 - 47 .
[3] الاستيعاب 3 : 40 ، أسد الغابة 4 : 22 .
[4] الاستيعاب 3 : 43 ، الإصابة 2 : 509 .
[5] تهذيب الكمال 5 : 79 ، سير أعلام النبلاء 6 : 257 - 258 .

22

نام کتاب : دلائل الامامة نویسنده : محمد بن جرير الطبري ( الشيعي )    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست