responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسة حول نهج البلاغة نویسنده : محمد حسين الحسيني الجلالي    جلد : 1  صفحه : 65


النظر في هذا الوصف تحكم أنه لا أثر للدقة فيه ، وإنما هو في الواقع مقال وعظي تذكيري وليس من الوصف العلمي في شيء ، وكأني بهم يعنون بالدقة ما ورد فيه من قوله : « وما في الجوف من شراسيف بطنها » ونحن نقول : إنّه يرمي بذلك أنك إذا قستها بغيرها من الحيوان الذي تتبين أجزاء أجهزته المكوّنة لجسمه في وضوح وتميّز عجبت كيف احتواها جسمها الضئيل الدقيق ، وهو يروم أن يخلص من ذلك إلى إعظام خالقها اللطيف القدير .
أما ما ورد في كلامه من السجع فليس ببدع أن يسجع علي ، وقد جاء فيه سجع مقبول متّسق لا يستوحش منه ، وأنت إذا تأملت خطب الجاهلية ألفيت كثيرا منها مسجوعا ، ولو أننا جارينا القائلين بأن مقدارا وافرا منها سبك في صدر الإسلام لكان ذلك حجة ، على أنّ الكتّاب كانوا - قبل عصر الشريف الرضي - ينزعون إلى التسجيع ، والقرآن الكريم - وان كان نثره خارجا عن أن يوصف بسجع أو إرسال - لا يخلو في الواقع من هذه الحلية ، وقد تبنى آيات وفيرة العدد بل سورة طويلة كاملة على قافية واحدة - انظر سورة مريم والقمر والرحمن والدهر - وكذلك ورد السجع في كلام الرسول صلَّى اللَّه عليه وآله . على أني أخالك تسلَّم معي بأن الخطب المسجوعة - سجعا غير متنافر - لها رنين في قرارة النفس يهزّ الأفئدة ويأخذ بمجامع الألباب ، وأنّ لها نصف تأثير الشعر - إذ توافر فيها أحد شرطية - وعلي في خطبه يبغي أن يلين القناة الجامدة ويجمع الأهواء الشاردة ويستهوي الأفئدة المستعصية .
على أننا مع هذا كلَّه لا نطمئنّ إلى جميع ما ورد في النهج من كلام مسجّع ، ولا نرتاح إلى الثقة به ثقة مطلقة » [1] ثم ذكر موارد السجع في الخطبة الغرّاء وغيرها .
وغريب جدا ما في ذيل كلامه ، فإذا كان الكتّاب قبل عصر الشريف الرضي ينزعون إلى السجع وأنّ القرآن الكريم لا يخلو في الواقع من هذه الحلية في آيات وفيرة العدد - كما صرح - بأن سورة طويلة كاملة على قافية واحدة - إذا لماذا لا نطمئنّ إلى الكلام المسجّع في النهج وهل يمكن القول بهذا - نعوذ باللَّه - في القرآن الكريم مع أنّ



[1] ترجمة علي بن أبي طالب : 150 - 152 .

65

نام کتاب : دراسة حول نهج البلاغة نویسنده : محمد حسين الحسيني الجلالي    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست