responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسة حول نهج البلاغة نویسنده : محمد حسين الحسيني الجلالي    جلد : 1  صفحه : 62


الأشعرية والصفاتية والمعتزلة ، ونشأة ذلك العلم وتلك الفرق متأخرة عن علي في الوجود ، ولا تخلنّ من ذلك أنا نرمي الإمام بجهله بعلم التوحيد . لا ، ولكنا نقول : إن التوحيد بالمعنى العلمي المعهود ومباحثه المعروفة لم تكن وجدت في ذلك الحين » [1] .
قال الجلالي : غريب جدا أن يستنكر مفكَّر عربي صدور مثل هذا الكلام ، فإنّ المنطق ليس شيئا ما وراء حياة الناس ، وليس في الخطبة شيئا من المصطلحات المنطقية المتأخرة ، وانما هي بيان حقائق تشير إلى حقائق أخر ، والقضية المنطقية تحتاج إلى مقدمتين كبرى وصغرى يجمعها الحد الأوسط وباسقاطه تثبت النتيجة ، وليس في الخطبة شيء من ذلك .
فقول الكاتب بأنّها : « في قالب مقدّمات منطقية تفضي إلى نتيجة » إمّا هو جهل بقواعد المنطق أو تغافل عن حقائق متسلسلة يشرحها الإمام ليصل إلى نتيجة وصل إليها بفكره الخاص ، وليس ذلك بمستنكر من شخصية اسلامية مثله .
ومن هنا يظهر ما في كلام الأستاذ زكي من : « أن تلك المباحث من مباحث علم الكلام » ، فإنّ علم الكلام علم قائم بذاته متأخّر طبعا عن عصر الرسالة والإمام ، ولكن استعمال هذه المباحث في نصوص القرآن وأحاديث الرسول وكلام الإمام وغيره من المفكرين المسلمين لا يعني انّهم استعلموا المصطلحات بل انما استخدموا الألفاظ بمعانيها اللغوية وفي العصر المتأخر أصبح مصطلحا كلاميا ، واستخدام كلمة « ثنّاه » لا تعني في الاستعمال القرآني والحديثي سوى معناها اللغوي وان بنى عليها المتأخرون المعاني الاصطلاحية ، بل إن المعنى المصطلح لا يتحقق إلَّا بعد تحقق الاستعمال اللغوي .
ونعم ما أجاب عن ذلك السيد الشهرستاني بقوله : « إنّ المتأخر أخذ عن المتقدّم ، لأن المتأخّر نسب إلى المتقدم ، وبيان ذلك : انّ علماء الإسلام المتأخرين إنما توسعوا في علومهم بعد ما تعمّقوا في آيات التوحيد والمعارف القرآنية ، وما وصل إليهم من خطب عليّ وكلماته في أبواب التوحيد وشؤون العالم الربوبي ، حتى أن الحجاج ألقى على علماء



[1] ترجمة علي بن أبي طالب : 143 - 145 .

62

نام کتاب : دراسة حول نهج البلاغة نویسنده : محمد حسين الحسيني الجلالي    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست