على ديني ، فأجبته في الحال بما اقتضاه كلامه واستدعاه خطابه ، وعدت وقد قوى عزمي على عمل هذا الكتاب إعلانا لمذهبي وكشفا عن مغيبي ، وردّا على العدوّ الذي يتطلَّب عيبي ويروم ذمّي وقصبي ، وأنا بعون اللَّه مبتدىء بما ذكرت على الترتيب الذي شرطت ، واللَّه المنقذ من الضلال والهادي إلى سبيل الرشاد ، وهو تعالى حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير » [1] . وأسلوب الشريف الرضي في خصائص الأئمة أن يشير إلى الأسانيد بقوله : « باسناد مرفوع » ثم يذكر الامام المسند عنه الحديث ، وبذلك يتحاشى عن تضخيم الكتاب وإن صرّح أحيانا بالأسانيد العوالي القصار بالعدد الثلاثيات كما في الصفحة 14 حيث نقل عن الحميري - ويظهر أنّه من قرب الإسناد له ، - قال ما لفظه : « الحميري عن أحمد بن محمد عن جعفر بن محمد بن عبيد اللَّه عن عبد اللَّه ميمون عن جعفر بن محمد عن أبيه عن ابائه عليهم السّلام قال : « مرّ أمير المؤمنين في ناس من أصحابه بكربلاء ، فلما مرّ بها اغرورقت عيناه بالدموع من البكاء ، ثم قال : هذا مناخ ركابهم ، وهذا ملقى رحالهم ، وها هنا تراق دماؤهم ، طوبى لك من تربة عليها تراق دماء الأحبّة » [2] . وقد خصّ القسم الأخير من كتاب الخصائص بعنوان : « المنتخب من قضاياه [ اي الامام عليّ عليه السّلام ] وجوابات المسائل سئل عنها « وهي من ص 55 إلى ص 95 ، وهو آخر الكتاب ، وقد حدّد شيخنا العلامة هذا القسم الأخير بأنّه ثلث الكتاب [3] .
[1] خصائص أمير المؤمنين عليه السّلام : 1 - 4 . [2] خصائص أمير المؤمنين عليه السّلام : 14 . [3] راجع الذريعة 7 : 164 .