responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 76


وها هو ، بالنسية إلى طائفة الوزراء ومن يتعلق بهم ، ينص على هذا المعنى ويؤكده تأكيدا وافيا .
فلا يجوز أن يدخل في هذه الطبقة رجال كانوا وزراء للظلمة والأشرار .
وذلك لان تأليف هذه الطبقة من هؤلاء يستتبع عواقب وخيمة تعود بالضرر على الدولة .
فهم ، وقد استمرءوا فعل الظلم وتعودوا على مقارفته لا يعفون عن العودة إليه والارتكاس فيه . وإذا كانوا ذوي أنفس شريرة مست أعمالهم المجتمع كله نظرا إلى سعة سلطانهم ، وعظيم قدرتهم ، لان ملاك القوى كلها مجتمع عندهم .
وضرر آخر ينجم عن دخولهم في هذه الطبقة ، فالشعب الذي عرفهم بالجور ، وذاق منهم مر الظلم تذهب ثقته بالحكم المهيمن عليه حين يراهم قد عادوا إلى مراكزهم ، ويعتبره حكما أقيم لمصلحة طبقة خاصة ، ومتى ذهب ايمان الشعب بحاكمية أهمل من حقوق الحاكمين عليه ما يجب ان يؤديه ، لاعتقاده أنه حين يلبيهم فيما يطلبون لا يقوم بعمل يعود بالنفع عليه .
وقد أصبح من المعطيات البديهية في علم الاجتماع ان ما يثير الشعوب ليس الظلم نفسه وإنما الشعور بالظلم ، وسيطرة أشخاص مثل هؤلاء على دفة الحكم يوقظ في الشعب تصورات الظلم الذي ذاقه على أيديهم في عهودهم السابقة ، وهذا كاف لان يولد في نفسه الشعور بالظلم وان لم يكونوا ظالمين . وهكذا تحدث بين الحاكم والمحكوم هوة تبعد أحدهما عن الآخر ، وتسلب ثقة كل منهما بالآخر ، وفي بعض ذلك ما يجر الدولة إلى مصير وبيل .
قال عليه السلام :
( إن شر وزرائك من كان للأشرار قبلك وزيرا ، ومن شركهم في الآثام ، فلا يكونن لك بطانة ، فإنهم أعون الأئمة ، وأخوان الظلمة ) .
عهد الأشتر

76

نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست