والشكاوى إلى مجلس الامن وما إليه من منظمات الأقوياء التي تخدم مصالحهم والتي تضفي صفة الشرعية على الظلم الذي ليس له مثيل في التاريخ . وهو الظلم الذي حل بالعرب والمسلمين في فلسطين بطرد شعبها وتوطين الصهاينة فيها . وعلى صعيد المفاهيم الاسلامية يعاني المسلم المتعلم وغير المتعلم ، المثقف ، وغير المثقف ، من الالتباس وسوء الفهم ، بحيث أن ( الزهد ) و ( القناعة ) و ( التوكل ) و ( القضاء والقدر ) وغيرها غدت تعني في ذهن كثير من المسلمين معاني السلبية أمام تحديات الحياة وحركة التاريخ ، والاستسلام للآخرين ولما يريده الآخرون . وماذا بعد ؟ ثمة غير هذا كثير مما نعاني منه على كل صعيد . وفي نهج البلاغة الذي يمثل الاسلام في صفاته ونقائه كما فهمه الإمام علي عليه السلام ، وعاشه ، وطبقه - في نهج البلاغة أجوبة مبدئية على كل هذه الأمور التي نعاني منها وغيرها . ولذا فإني آمل - كما قلت انفا - أن يلبي هذا الكتاب حاجة يحس بها الكثيرون منا . وقد دفع بي هذا الامل إلى الاستجابة للطلبات الكثيرة التي تلح منذ سنين على أن يعاد طبع الكتاب بعد أن نفد تماما ، فاستجبت إلى ذلك راجيا من تعالى شأنه أن يجعله نافعا للناس وأن ينفعني به يوم ألقاه سبحانه وتعالى . وتمتاز هذه الطبعة عن سابقتها بإضافة بعض ما خطر في البال من الأفكار أثناء المراجعة السريعة له تمهيدا لطبعه . كما تمتاز بالتنظيم والترتيب ، وطريقة يسهل على الباحث أن يرجع إلى نصوص من نهج البلاغة بسرعة ، لأني اعتمدت - فيما أثبته من النصوص ، وما لم أثبته -