responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 56


بمثلهم العليا ، فإن الحاجة تدفع إلى الاجرام أو الانحراف . ولا بد له من تتبع مآثرهم والإشادة بها ، ومدحهم ، والثناء عليهم بما أبلوا من بلاء حسن ، وأتوا من فعل عظيم .
فأما حين تغفل عنهم عينه : فلا يتفقد أحوالهم ، ولا يوليهم منه جانب اللين والرأفة - حين يجدون هذا منه يشعرون بأن أعمالهم لا تجد ثوابها وان جهدهم يذهب أدراج الرياح ، ويعظم في أعينهم الصغير ويصغر العظيم ، وتنعدم ثقتهم بالحاكم ، ويذهب وده من قلوبهم ، فلا يمحضونه النصح ، ولا يخدمونه بصدق ، لأنهم لا يجدون في أنفسهم ما يدفعهم إلى خدمته وهو متخاذل عنهم مقصر معهم ، ويدفعهم هذا الموقف النفسي إلى استثقال دولته ، واستطالة مدته ، والتبرم بحكمه ، فماذا يمنعهم ، وهذا موقفهم منه ، عن أن ينتقضوا عليه ويكيدوا له ويواجهوه بما لو أحسن السياسة لاتقاه .
قال عليه السلام :
( ثم تفقد من أمورهم ما يتفقد الوالدان من ولدهما ، ولا يتفاقمن في نفسك شئ قويتهم به . ولا تحقرن لطفا تعاهدتهم به ، وإن قل ، فإنه داعية لهم إلى بذل النصيحة لك وحسن الظن بك .
( ولا تدع تفقد لطيف أمورهم اتكالا على جسيمها فإن لليسير من لطفك موضعا ينتفعون به ، وللجسيم موقعا لا يستغنون عنه . . فان عطفك عليهم يعطف قلوبهم عليك .
( وان أفضل قرة عين الولاة استقامة العدل في البلاد ، وظهور مودة الرعية ، وانه لا تظهر مودتهم إلا بسلامة صدورهم ، ولا تصح نصيحتهم إلا

56

نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست