responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 53


النفوذ والهيبة بعدت الطاعة عن منال يديه ، وحينئذ لا ينجح في عمله العسكري .
ويجب أن يكون واجدا لصفة الخبرة بمن يعمل تحت يديه من مرؤوسيه ، عارفا بامكاناتهم وكفاءاتهم ، ليضع كلا منهم في موضعه اللائق به ، لان خطأ بسيطا في تعيين قائد ربما أدى إلى كارثة قومية .
ويجب أن يكون واجدا للثقافة العسكرية : عارفا بأساليب قيادة الجيش وحركاته ، والاستراتيجية العسكرية .
ولما كان القائد هو المثل الاعلى للجندي وجب أن يكون هذا القائد مثلا يحتذي لجنوده في الصبر على المكاره ، والتفاني في القيام بالواجب ، وهما من ألزم الصفات العسكرية في الجنود والقادة على السواء .
ولا توجد هذه الصفات في عامة الناس ، وهي ليست صفات تنحدر بالوراثة من جيل إلى جيل ، بل لابد فيها من التربية المنهجية الواعية .
ولم تكن في زمن الإمام عليه السلام مدارس وكليات عسكرية تقدم مثل هؤلاء القادة في كل وقت .
هذه الملاحظات دفعت بالامام إلى تعيين العناصر التي يؤخذ منها هؤلاء .
هذه العناصر هي البيوتات الشريفة ذات الأحساب والتقاليد المتوارثة ، فقد كانت هذه البيوتات تأخذ أبناءها بتربية قاسية واعية توفر لهؤلاء الأبناء الثقافة العسكرية ، وهي من أهم ما كان يأخذ به العرب ويعنون باتقانه ، وتغرس في أنفسهم الشعور بالمسؤولية والتحمل والصبر على المكاره . وقد كانت هذه البيوتات تحتل في نفوس أبناء الشعب ، وهم الذين يؤخذ منهم عامة الجند ، مركزا ساميا حصلت عليه بسبب الخدمات التي تقدمها هذه البيوت للأمة في الحرب والسلم على السواء ، وهذا يوفر للقائد صفة الهيبة ، ويضمن له نفوذ الامر وحصول الطاعة .

53

نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست