responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 39


يكونوا فضلاء . . وأن يجعلوا الأرض أختا للسماء .
* * * فقد وعى الامام ان الانسان الجائع ، المستغل ، المحروم ، المصفد بالاغلال لا يستطيع أن يكون فاضلا ، وأن من اللغو أن يوعظ بالوعد والوعيد ، والترغيب والترهيب ، وإن إنسانا كهذا ينقلب كافرا : كافرا بالقيم ، والفضائل والانسان .
إن معدته الخاوية ، وجسده المعذب ، ومجتمعه الكافر بانسانيته ، المتنكر له ، وشعوره بالاستغلال ، وميسم الضعة الذي يلاحقه أنى كان - هذه كلها تجعله لصا ، وسفاحا ، وعدوا اللانسانية التي لم تعترف له بحقه في الحياة الكريمة .
ووعى ان المجتمع القائم على سيادة فريق وعبودية فريق ، وعلى استغلال الأسياد للعبيد ، والأحرار للمصفدين بالاغلال ، مجتمع لا يمكن أن توجد فيه فضيلة ولا يمكن أن يوجد فيه فضلاء . إنه ليس إلا مجتمع لصوص ومجرمين وعبيد ، تسير أفراده الأحقاد والمكر والاستغلال ، وما كانت اللصوصية والعبودية وما إليها يوما فضائل تشرف الانسان .
على أساس من هذا الوعي جعل الامام الاصلاح الاقتصادي أساسا للاصلاح الاجتماعي .
ولقد كان من الطبيعي جدا - حتى عند المفكرين والمصلحين - في عصر الامام وقبله أن يوجد أناس جائعون فقراء ، وان يوجد أغنياء يحارون كيف ينفقون أموالهم ، فلم يكن الفقر بذاته والغنى بذاته مشكلة اجتماعية تطلب حلا ، لأنها في نظرهم أمر طبيعي لا محيد عنه . إنما المشكلة هي : كيف السبيل إلى اسكات الفقراء وحماية الأغنياء ؟ فكان الامام - بعد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم هو أول من كشف أن الفقر والغنى مشكلة اجتماعية خطيرة ، ونظر إليها على أساس أفاعيلها الاجتماعية .

39

نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست