responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 200


ولم لا ؟ ألم تصدر هذه الخطب والأقوال من رجل ركل الدنيا بقدمه ، وخرج عنها ، ودعا الناس إلى أن يركلوها بأقدامهم ويخرجوا عنها ؟
هذه نظرة طائفة كبيرة من شباب الجيل إلى نهج البلاغة .
والأسلوب الوعظي الذي يتناول فيه كثير من الوعاظ في المساجد والمحافل مهمتهم يدعم نظرة ناشئة الجيل إلى نهج البلاغة ويعززها ، فهم يتناولون مهمتهم على نحو خاطئ ، لأنهم يعتمدون في وعظهم اعتمادا مطلقا على التنفير من الدنيا وعلى ذمها والتزهيد فيها واعتبارها أذى كبيرا يحول بين الانسان وبين أن يصبح إنسانا حقا ، ويجدون في نهج البلاغة على الخصوص معينا لا ينضب من الشواهد على ما يقولون .
* * * إننا إذ نرجع إلى مبادئ الاسلام لنتعرف على وجهة نظره إلى الدنيا نجد هذه المبادئ تشجع الاقبال على الدنيا ، وتحترم العمل ، وتمجد العامل ، وتعنى بنشاط الانسان الدنيوي كما تعنى بنشاطه الأخروي ، يدل على ذلك ما شرعه الاسلام من قوانين تتناول جميع ألوان نشاطه الدنيوي .
والإمام عليه السلام هو أعظم أصحاب النبي ( ص ) فهما للاسلام ووعيا لاسراره فلا يعقل أن يقول شيئا يخالف روح الاسلام العامة ونظرته الشاملة إلى الانسان .
ولكننا نرجع إلى نهج البلاغة فنجده مكتظا بالتنفير من الدنيا ، وردع الناس عنها .
فكيف نلائم بين ما نراه في نهج البلاغة ، وبين ما نعرفه عن الإمام عليه السلام .
الذي أراه هو أن الوعاظ والناشئة جميعا راحوا ضحية خطأ كبير سبب لهم سوء الفهم وسوء التأويل لما جاء في نهج البلاغة من ذم الدنيا .

200

نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست