نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 9
الحق الاستفادة من كتب الحديث واستغلالها لخدمة الدين سنية كانت أم شيعية لأنها وان اختلفت من حيث رواتها ومصادرها الا انها تلتقي في كثير من محتوياتها ومضامينها ، وتعبر عن السنة النبوية المطهرة ، بالرغم من اننا لا نؤمن بكل ما جاء فيها من المرويات سواء في ذلك الصحاح الستة المعتمدة عند السنة ، أو الكتب الأربعة التي يعتمدها الشيعة من المصادر الموثوقة في جملتها بين كتب الحديث . اجل أقول ذلك وبين يدي كتابان من كتب الحديث وهما الصحيح للبخاري والكافي للكليني ، ولست مبالغا إذا قلت بأنهما من أوثق الكتب في موضوع الحديث عند السنة والشيعة وأغناها بالآثار الاسلامية التي تناولت جميع الشؤون الاسلامية وأمدت الفكر بالانتاج والابداع في مختلف المواضيع ، ذلك لان ما جاء به الاسلام من القوانين والأنظمة والأخلاق والآداب وغير ذلك من المناهج التربوية والاجتماعية وضع أصول هذه المناهج وقواعدها القرآن أولا ، وتعهدت السنة بتفاصيلها وتوضيح مشكلاتها ومجملاتها ، وستبقى السنة إلى جانب القران مصدرا غنيا بتلك الثروة التي تمد الاسلام بالخلود والبقاء حتى يرث الله الأرض ومن عليها . ولو وقف المسلمون بعد وفاة الرسول ( ص ) من السنة موقفا سليما وعملوا على تدوينها وجمعها من صدور الحفاظ قبل ان تأكلهم الحروب والغزوات وقبل ان تعبث بها أيدي الدساسين والمخربين ، لو وقفوا منها هذا الموقف لقطعوا الطريق على هؤلاء وغيرهم من المرتزقة الذين كانوا يتقربون إلى الحكام بوضع الأحاديث التي تمس أخصامهم السياسيين وتؤيد عروشهم ، ولكن الحكام بعد وفاة الرسول ( ص ) بدلا ان يفسحوا المجال لجمعها من الصدور قبل ان تعبث بها الأيدي ، منعوا من تدوينها وجمعها في الكتب بحجة المحافظة والحرص على كتاب الله كي
9
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 9