نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 84
وان نشاطهم قد تعدى حدود المدينة كما تدل على ذلك بعض لآيات الكريمة . قال سبحانه : " الاعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعرفوا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم " . " ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم " . ويبدو من مجموع ما ورد في القرآن بشأنهم ان الخطر منهم على الدعوة الاسلامية لم يكن بأقل من المشركين الذين لم يخضعوا لسلطان الاسلام ، ومن الجائز القريب ان يكون خطر المنافقين أشد وأبلغ اثرا من اخطار غيرهم لأنهم كانوا معهم وبين صفوفهم يراقبون جميع تصرفاتهم ويحصون عليهم أنفاسهم : وقد اطمئن إليهم أكثر المسلمين ، بل وحتى النبي ( ص ) لم يكن يعرف واقعهم ، لولا الوحي الذي كان يكشفهم له بين حين وآخر ، ولولا أنهم كانوا يشكلون خطرا عظيما على الدعوة الاسلامية وعلى الرسول نفسه لما ألح القرآن الكريم على التحذير مضم بتلك الأساليب المختلفة . ويؤيد ذلك ما جاء عن الإمام الصادق الصدوق في تفسير الآية 59 من سورة التوبة ، ان المعنيين بها أكثر من ثلثي الناس ، ولو كانوا قليلي العدد وليسوا من ذوي الشأن ، ولا يملكون من الوسائل التي تمكنهم من تنفيذ مخططاتهم وأهدافهم ، إذا كانوا كذلك فهل يستحقون هذا الاهتمام البالغ الذي ظهر في كثير من الآيات والسرر وهل يحسن التحذير والتخويف ممن لا خطر منه ولا شان له ؟ ، ولماذا لم بتجاهل القرآن تلك الفئات الظالمة كما تجاهل أكثر العصاة ولم يتعرض إلى خطرهم على الدعوة ولو بآية تشير إليهم فن قريب أو بعيد . وتؤكد النصوص التاريخية : ان القرآن الكريم لم يقف هذا الموقف من الصحابة ،
84
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 84