نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 77
وقال بعضهم انها فيمن أسلم قبل الحجرة ، وعلى جميع التقادير فهي لا تفيد الجمهور ، ولا تؤيد ادعائهم من قريب أو بعيد [1] . والآية الثالثة ، نزلت فيمن هاجر من مكة إلى المدينة ، بعد أن هاجر الرسول إليها ، كما جاء في مجمع البيان للطبرسي ، وقد مدحهم الله سبحانه ، لأنهم هاجروا من ديارهم وأوطانهم في مكة ولحقوا بالرسول ( ص ) إلى المدينة ، كما مدح من آواهم ونصر الرسول ووصفهم بأنهم المؤمنون حقا ، ولا يعارض أحد من المسلمين في أن أولئك بهجرتهم ، وهؤلاء بنصرتهم وتضحياتهم وايثارهم على أنفسهم من المرضيين عند الله سبحانه بالنسبة إلى هذا الموقف الذي وقفوه مع النبي ( ص ) وهذا لا يمنع من صدور المخالفات الكثيرة من بعضهم التي توجب وصفهم بالنفاق أو الارتداد كما نصت على ذلك بعض المرويات ، على أن الصفات التي اشتملت عليها الآية لم تتوفر في جميع الصحابة ، كي تثبت لهم العدالة التي يدعيها الجمهور ، وهكذا الحال بالنسبة إلى الآية من سورة الحشر ، فان ثبوت الفضل للفقراء والمهاجرين ، والذين تلقوهم ونصروهم وآثروهم علي أنفسهم ، ولمن بايعه بيعة الرضوان ، في مقابل هذه التضحيات ، لا يلزم منه ثبوته لكل من رأى النبي أو روى عنه ولو حديثا ، أو سمع منه كلمة ( 1 ) . وقد استدل القائلون بعدالة الصحابة بالإضافة إلى تلك للآيات ببعض المرويات عن الرسول ( ص ) ، فمن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله ( ص ) قال : لا تسبوا أحدا من أصحابي ، فان أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحد ولا نصيفه . وروى الترمذي عنه في صحيحه أنه قال : الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي
[1] انظر أحكام القران للجصاص : ج 3 ص 180 ومجمع البيان : ج 3 تفسير سورة التوبة . ( 2 ) انظر مجمع البيان وغيره من كتب التفسير ج 5 .
77
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 77