نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 289
شذ منهم لا يلتزمون بذلك ، ومن الجائز ان يكون الحاق الامام لكلمة ولا محدث بالآية من حيث مرادفتها لهما ولأحدهما ، لا من حيث إنها من القرآن . هذا بالإضافة إلى أن الراوي لها أحمد بن محمد ، والظاهر أنه ابن خالد البرقي ، وهو وإن كان ثقة في نفسه كما يرى ذلك بعض المؤلفين في الرجال ، الا انه يروي عن الضعفاء ، ويعتمد المراسيل ، وقد أخرجه من قم محمد بن أحمد بن عيسى ، ونسب إليه الغلو في الأئمة ( ع ) وأكثر المؤلفين في الرجال متفقون على تضعيف مروياته [1] . والذي يدعو إلى الشك في هذه الرواية أكثر من اي شئ آخر هو إضافة هذه الزيادة إلى الآية ، اما اعطاء الامام صفة المحدث الذي يسمع ولا يرى ، فقد ورد نظيره في صحيح البخاري عن الأمم السابقة وان عمر ابن الخطاب من هذه الأمة أهل لان يكون محدثا كما تؤكد ذلك رواية أبي سلمة وأبي هريرة عن النبي ( ص ) [2] . وإذا جاز ذلك على عمر بن الخطاب وغيره ممن كانوا يجالسون النبي ، ( ص ) ونالوا بذلك شرف الصحبة ، فيجوز ذلك على الأئمة ( ع ) أبناء الرسول الذين ورثوا علمه وصفاته ، بل وحتى على صلحاء المؤمنين الذين عملوا بأمره ، واتبعوا سيرته وسنته بقلوب عامرة بالايمان مطمئنة بما أعده الله للعاملين المتقين وللعصاة والمتجبرين . وروى في باب معرفة الإمام ( ع ) عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة ، ان أبا جعفر الباقر ( ع ) قال : إنما يعبد الله من يعرف الله ، فاما من لا يعرفه ، فإنما يعبده هكذا ضلالا [3] .
[1] انظر اتقان المقال للشيخ محمد طه ص 16 . [2] انظر 295 ، ج 2 ، من الصحيح للبخاري . [3] أي كعبادة جماهير الناس الذين يساقون في أكثر أعمالهم وعباداتهم تقليدا للآباء والأمهات .
289
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 289