نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 258
جميع أنواع الفساد والمنكرات واحياء جميع مظاهر الجاهلية ، بعدما حاربها النبي وكاد ان يجتث جذورها ، ولم يكتفوا بكل ذلك وحاولوا بواسطة أنصارهم وعمالهم المنتشرين هنا وهناك ان يضعوا الخليفة فوق مستوى الرسول كما أشرنا إلى ذلك في الفصل الثالث من فصول هذا الكتاب . وروى البخاري عن جنادة بن أبي أمية أنه قال : دخلنا على عبادة ابن الصامت وهو مريض فقلنا له أصلحك الله ! حدثنا بحديث ينفعنا الله به سمعته من رسول الله ( ص ) فقال : دعانا النبي فبايعناه فكان فيما اخذ علينا ان بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا ، وان لا تنازعوا الامر أهله الا إذ تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برها ن [1] . وروى في باب إذا حرم الانسان طعامه ، ان عبيد الله بن عمر كان يقول : سمعت عائشة تزعم أن النبي ( ص ) كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا ، فتواصيت انا وحفصة ، ان أيتنا دخل عليها النبي ( ص ) فلتقل اني أجد منك ريح مغافير اكلت مغافير فدخل على إحداهما فقالت ذلك له ، قال : لا بل شربت عسلا عند زينب ولن أعود
[1] ص 212 المصدر السابق وتشير هذه الرواية إلى أن النبي ( ص ) كان يحثهم ويؤكد عليهم ان يستسلموا للحاكمين ممن يتولون الأمور من بمده حتى ولو ظلموا وأفسدوا ومارسوا المنكرات والمحرمات ولا يعارضوهم في شئ من ذلك مع العلم بان الثورة على الظلم والطغيان والاستبداد من أبرز المبادئ التي جاء بها الاسلام واكد النبي ( ص ) في عشرات المناسبات مواصلة الكفاح ضد الظلم والطغيان والتمرد على احكام الله وسننه مهما كانت النتائج فلا بد وأن تكون هذه الرواية وأمثالها من صنع الذين دونوا الحديث في قصور الخلفاء ليصرفوا الناس عن واقع أولئك الحكام الملوث بكل أنواع الجرائم والمنكرات وظلم العباد .
258
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 258