نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 25
في مختلف المواضيع وإذا لاحظنا ما أنتجته مدرسة الامامين الباقر والصادق ( ع ) في هذه الفترة من القرن الثاني تقريبا من المدونات التي بلغت ستة آلاف كما أحصاها أكثر المؤلفين في هذا الموضوع من الشيعة وأشرنا إلى مصادرها في كتابنا ( المبادئ العامة في الفقه الجعفري ) إذا لاحظنا ذلك تدرك أهمية هذا الدور من ناحية اتساع حركة التأليف وتدوين الآثار الاسلامية وغيرها من آثار الفرس واليونان في مختلف المواضيع ، وقد أحصى المؤلفون في أحوال الرجال والتراجم عددا كبيرا لجماعة من أصحاب الأئمة كصفوان بن يحيى ، وشعيب بن أعين الحداد ، وهشام بن الحكم ، وإسماعيل بن موسى بن جعفر ( ع ) وعبد الله بن المغيرة البجلي الكوفي ، وعبد الله بن سنان مولى بني هاشم ، ومحمد بن عمير ويونس ابن عبد الرحمن ، وأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري ، والفضل بن شاذان النيسابوري إلى غير ذلك ممن تتراوح مؤلفاتهم بين العشرين والثلاثين كتابا . وجاء عن محمد بن مسعود العياشي انه أنفق على تدوين العلم ثلاثمائة ألف دينار ، وان داره كانت تعج بالناس وهم بين ناسخ وقارئ ومقارن ولو كتب البقاء لمؤلفات الشيعة في القرنين الثاني والثالث ، لكانت دور الكتب اغنى ما تكون بالآثار الشيعية ، ولكن الظروف التي أحاطت بهم ، والحروب الدامية التي كانت قي الغالب تستهدف دمائهم وآثارهم كل ذلك قد ساهم في تبديد تلك الثورة الغنية بالكنوز والنفائس ، وليس أدل على ذلك من اقدام الحكام والغزاة وبخاصة الأيوبيين منهم على حرق المكتبات الشيعية مباشرة . كمكتبة الطوسي ، والوزير ( نصر سابور بن أردشير ) وزير بهاء الدولة ، ومكتبة الأزهر التي أسسها الفاطميون في مصر وحشدوا فيها مئات الألوف من المجلدات في مختلف مواضيع وبقيت أكثر من قرنين من الزمن منهلا كريما لرواد العلم من
25
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 25