نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 17
المباشر بتلك الأمم المتحضرة ببعض المنافع بالإضافة ، إلى الفوائد المادية التي كانت تدرها هذه الرحلات ، ومن أيسر ما يمكن ان تجره على المكيين هذه المهنة هي تعليم الكتابة والقراءة ، هذا بالإضافة إلى أن يهود المدينة كانوا يحسنون الكتابة ويعلمونها الصبيان قبل هجرة الرسول ( ص ) إليها كما تؤكد ذلك بعض النصوص التاريخية . ومن مجموع ذلك تبين ان الكتابة لم تكن بتلك الندرة بين المكيين كما يدعى البلاذري في ( فتوح البلدان ) حيث قال : " لقد ظهر الاسلام وبين القرشيين سبعة عشر رجلا يحسنون الكتابة لا غير وفي الأوس والخزرج سكان المدينة إحدى عشر رجلا تعلموها من جيرانهم اليهود " . وإذا صح ان الذين كانوا يحسنون الكتابة لا يتجاوزون هذا العدد الضئيل فلابد وأن تكون في غيرهم معدومة أو أقل من ذلك ، وبعد ملاحظة الظروف التي أحاطت بالمكيين وبخاصة القرشيين منهم الذين كانوا على اتصال دائم بالأمم المتحضرة نستبعد كل البعد ان يكون هذا الاحصاء الذي ، ادعاه البلاذري وغيره صحيحا وفي نفس الوقت لا نبالغ في تقديره ، ولا ندعي انتشارها بينهم كما كانت بين جيرانهم الفرس والرومان ، لان العلم والكتابة ينتشران حيث توجد الحضارة ويكثر العمران ، والحجازيون يفقدون جميع هذه النواحي . ومما يؤكد ان الأمية كانت تغلب على العرب قبل ظهور الاسلام الآية من سورة الجمعة ، هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين . وجاء في غيرها من الآيات ما يؤكد أن النبي نفسه كان أميا لا يحسن الكتابة ولا القراءة كما تدل على ذلك النصوص القرآنية والنبوية . دراسات - 2
17
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 17