نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 127
بجد ونشاط واخلاص في تدعيم الدين ونشر الثقافة الاسلامية من جميع نواحيها . ونظر إليه الشيعة بعين الاحترام والتقدير في جميع الأدوار التي مروا بها واشتهر من بين مؤلفاته الغنية بالفوائد كتابه الجليل الكافي ، ذلك الكتاب الذي تحرى فيه أقصى ما لديه من جهد لتصفية الأحاديث الصحيحة عن غيرها كما نص على ذلك في مقدمة كتابه ، حتى تم له تأليفه بعد جهاد ورحلات استمرا نحوا من عشرين عاما يجوب فيها البلدان من بلدة إلى بلدة في البحث عن الحديث ومذاكرة المحدثين في الحديث وأصنافه ومصادره ، والتنقيب عن الأصول الأربعمائة التي ألفها تلامذة الأئمة في الحديث ، وعن مؤلفات القميين وغيرهم التي جمعوها في أواخر القرن الثاني من مرويات أصحاب الإمامين جعفر بن محمد وأبيه الباقر ( ع ) وقد ذكرنا في الفصل السابق ان القميين والأشعريين والبعض من الكوفيين قد تطوعوا لجمع الأحاديث وتصفيتها ، وألفوا في علمي الرجال والدراية ووضعوا أصول هذين العلمين خلال النصف الأول من القرن الثالث ه ومهدوا الطريق للطبقة الثالثة التي برز فيها الكليني والف كتابه الجامع ونال اعجاب العلماء والمحدثين على اختلاف مذاهبهم وطبقاتهم . ورجح جماعة من المؤلفين الاعلام انه كان على اتصال بسفراء الإمام محمد بن الحسن الذين كانوا يتصلون به . كما نص على ذلك المحدث النيسابوري في كتابه منية المراد والسيد علي بن طاووس وغيرهما ، وانطلق هؤلاء من هذه المرحلة إلى أن الكافي قد عرضه سفراء الامام عليه وأقر العمل به ، وتمسكوا بما جاء عنه ( ع ) أنه قال : ( الكافي كاف لشيعتنا ) ، وأضافوا إلى ذلك أن بعض الشيعة من البلدان النائية كلف الكليني بتأليف كتاب في الحديث يجمع مختلف المواضيع ، لكونه على اتصال دائم بالسفراء الذين كانوا يتصلون بالامام ، ويروون عنه ، فألفه إجابة لطلبهم في عشرين عاما ، ولا بد وأن يكون قد راجعهم فيما اشتبه عليه امره .
127
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 127