responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 996


1 ، 271 ، ونحن ننقلها عن شرح نهج البلاغة .
قال ابن أبي الحديد : روى كثير من الناس قالوا : تذاكر أصحاب رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله أيّ حروف الهجاء أدخل في الكلام فأجمعوا على الألف ، فارتجل الإمام علي ( ع ) الخطبة المونقة وهي : حمدت من عظمت منّته ، وسبغت نعمته ، وسبقت غضبه رحمته وتمّت كلمته ، ونفذت مشيئته ، وبلغت قضيّته . حمدته حمد مقرّ بربوبيّته ، متخضّع لعبوديّته ، متنصّل من خطيئته ، متفرّد بتوحيده ، مستعيذ من وعيده ، مؤمّل منه مغفرة تنجيه ، يوم يشغل عن فصيلته وبنيه .
ونستعينه ونسترشده ونستهديه ، ونؤمن به ونتوكَّل عليه . وشهدت له شهود مخلص موقن ، وفرّدته تفريد مؤمن متيقّن ، ووحّدته توحيد عبد مذعن ، ليس له شريك في ملكه ، ولم يكن له وليّ في صنعه ، جلّ عن مشير ووزير ، وتنزّه عن معين ونظير .
علم فستر ، وبطن فخبر ، وملك فقهر ، وعصي فغفر ، وحكم فعدل . لم يزل ولن يزول ، ( ليس كمثله شيء ) ، وهو قبل كلّ شيء ، وبعد كلّ شيء . ربّ متعزّر بعزّته ، متمكَّن بقوّته ، متقدّس بعلوّه ، متكبّر بسموّه ، ليس يدركه بصر ، ولم يحط به نظر . قويّ منيع ، بصير سميع ، رؤوف رحيم .
عجز عن وصفه من يصفه ، وضلّ عن نعته من يعرفه . قرب فبعد وبعد فقرب . يجيب دعوة من يدعوه ، ويرزقه ويحبوه . ذو لطف خفيّ ، وبطش قويّ ، ورحمة موسعة ، وعقوبة موجعة . رحمته جنّة عريضة مونقة ، وعقوبته جحيم ممدودة موبقة .
وشهدت ببعث محمد رسوله ، وعبده وصفيّه ونبيّه ونجيّه وحبيبه وخليله . بعثه في خير عصر ، وحين فترة وكفر ، رحمة لعبيده ، ومنّة لمزيده . ختم به نبوّته ، وشيّد به حجّته ، فوعظ ونصح ، وبلَّغ وكدح . رؤوف بكلّ مؤمن ، رحيم سخيّ ، رضيّ وليّ زكيّ ، عليه رحمة وتسليم ، وبركة وتكريم ، من ربّ غفور رحيم ، قريب مجيب .
وصّيتكم معشر من حضرني ، بوصيّة ربّكم ، وذكَّرتكم بسنّة نبيّكم ، فعليكم برهبة تسكن قلوبكم ، وخشية تذري دموعكم ، وتقيّة تنجيكم ، قبل يوم يبليكم ويذهلكم .

996

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 996
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست