responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 884


تعالى سبحانه * ( كَماءٍ أَنْزَلْناه مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِه نَباتُ الأَرْضِ ، فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوه الرِّياحُ . وكانَ الله عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً ) * . لم يكن امرؤ منها في حبرة إلَّا أعقبته بعدها عبرة . ولم يلق في سرّائها بطنا ، إلَّا منحته من ضرّائها ظهرا . ولم تطلَّه فيها ديمة رخاء ، إلَّا هتنت عليه مزنة بلاء . وحريّ إذا أصبحت له منتصرة أن تمسي له متنكَّرة . وإن جانب منها اعذوذب وأحلولى ، أمرّ منها جانب فأوبى . لا ينال امرؤ من غضارتها رغبا ، إلَّا أرهقته من نوائبها تعبا . ولا يمسي منها في جناح أمن ، إلَّا أصبح على قوادم خوف . غرّارة ، غرور ما فيها . فانية ، فان من عليها . لا خير في شيء من أزوادها إلَّا التّقوى . من أقلّ منها استكثر ممّا يؤمنه . ومن استكثر منها استكثر ممّا يوبقه ، وزال عمّا قليل عنه . كم من واثق بها قد فجعته ، وذي طمأنينة إليها قد صرعته . وذي أبهة قد جعلته حقيرا . وذي نخوة قد ردّته ذليلا . سلطانها دوّل ( أي متحول ) ، وعيشها رنق ، وعذبها أجاج ، وحلوها صبر ، وغذاؤها سمام ( جمع سم ) ، وأسبابها رمام ( جمع رمة وهي القطعة البالية ) . حيّها بعرض موت ، وصحيحها بعرض سقم . ملكها مسلوب ، وعزيزها مغلوب ، وموفورها منكوب ، وجارها محروب ( أي مسلوب المال ) . ( الخطبة 109 ، 214 ) أيّها النّاس ، إنّما أنتم في هذه الدّنيا غرض تنتضل ( أي تترامى ) فيه المنايا . مع كلّ جرعة شرق ، وفي كلّ أكلة غصص . لا تنالون منها نعمة إلَّا بفراق أخرى ، ولا يعمّر معمّر منكم يوما من عمره ، إلَّا بهدم آخر من أجله . ولا تجدّد له زيادة في أكله ، إلَّا بنفاد ما قبلها من رزقه . ولا يحيا له أثر ، إلَّا مات له أثر . ولا يتجدّد له جديد ، إلَّا بعد أن يخلق له جديد . ولا تقوم له نابتة إلَّا وتسقط منه محصودة . وقد مضت أصول نحن فروعها ، فما بقاء فرع بعد ذهاب أصله . ( الخطبة 143 ، 256 ) وقيل للإمام ( ع ) : كيف نجدك يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام : كيف يكون حال من يفنى ببقائه ، ويسقم بصحّته ، ويؤتى من مأمنه . ( 115 ح ، 586 ) إنّما المرء في الدّنيا غرض تنتضل فيه المنايا ، ونهب تبادره المصائب . ومع كلّ جرعة شرق ، وفي كلّ أكلة غصص . ولا ينال العبد نعمة إلَّا بفراق أخرى ، ولا يستقبل يوما من عمره إلَّا بفراق آخر من أجله . فنحن أعوان المنون ، وأنفسنا نصب الحتوف . فمن

884

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 884
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست