responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 880


وفي الواقع إنّ ابتعاد الانسان عن التمتع بنعم الحياة ، يهب لجوهره الصفاء والجلاء ، ويزيد في فكره وإرادته ، ويمنحه القوة والنشاط .
وينطبق هذا أيضا على الحيوان والنبات . فالحيوان البري الذي لا يجد الطعام الوفير ، ينشأ قويا صلبا ، قادرا على تحمّل الظروف الصعبة ، على عكس الحيوان الأليف الذي يعيش في الحظائر المنعمة . وكذلك الأمر بالنسبة للنبات ، فالنبات الصحراوي أقلّ حاجة للماء والغذاء من النبات الخضري ، وإذا أحرقناه يعطي طاقة حرارية أكثر ويطول أمد احتراقه .
وقد ردّ الإمام علي ( ع ) على من قال له : إذا كان قوتك قرصين من الشعير ، فإنّك ستعجز عن منازلة الشجعان . فقال له ( ع ) : بل إنّني أقوى منك ، لأن القوة ليست بكثرة الطعام وطراوته ، بل بقلة الطعام وخشونته .
النص :
قال الإمام علي ( ع ) : في كتابه لعثمان بن حنيف : وكأنّي بقائلكم يقول : « إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب ، فقد قعد به الضّعف عن قتال الأقران ، ومنازلة الشّجعان » . ألا وإنّ الشّجرة البرّيّة أصلب عودا ، والرّوائع الخضرة أرقّ جلودا ، والنّباتات البدويّة أقوى وقودا وأبطأ خمودا ( أي أن النباتات الصحراوية تكون أقوى اشتعالا من النباتات المروية ) . وأنا من رسول اللَّه كالصّنو من الصّنو ( الصنوان : النخلتان يجمعهما أصل واحد ) والذّراع من العضد . واللَّه لو تظاهرت العرب على قتالي لما ولَّيت عنها ، ولو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها . وسأجهد في أن أطهّر الأرض من هذا الشّخص المعكوس ، والجسم المركوس ( أي مقلوب الفكر ) حتّى تخرج المدرة ( قطعة الطين اليابسة ) من بين حبّ الحصيد ( أي حتى يطهر المؤمنين من المخالفين ) .

880

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 880
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست