نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 851
مدخل : التقوى في أصل معناها من الوقاية ، والوقاية تعني الحذر والاحتراز والبعد والاجتناب . والتعريف السابق يمثل الوجه السلبي للتقوى . إلَّا أن التقوى في نهج البلاغة تأخذ معنى أعمق ، يمثل الوجه الايجابي لهذه الخاصة . فالإمام علي ( ع ) يعتبر التقوى التي هي في الأصل حذر وبعد عن الشر ، يعتبرها قوة روحية تتولد للانسان ، من جراء تمرين النفس على الحذر من الذنوب . إذن فهي ملكة تتولد في النفس تحصل من التمرين والممارسة ، فتجعل الانسان يقدم على القيم الروحية ويحجم عن القيم المادية . وهكذا نجد أن التقوى في نهج البلاغة : حالة تهب لروح الانسان قدرة يتسلط بها على نفسه فيمتلكها ، ويسيّرها كما يرد لا كما تريد . وبذلك لا تكون التقوى قيدا يمنع الانسان من الحرية ، بل هي منبع التحرر من أسر الماديات . ويشبّه الإمام ( ع ) التقوى باللباس ، كما في قوله تعالى * ( وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ) * ويقول : يجب علينا أن نحافظ على التقوى حتى تقينا من الاخطار ، وذلك مثل اللباس الذي نلبسه ، فإذا حافظنا عليه من التمزق والسرقة ، فإنه يحافظ علينا من الحر والبرد والبأس والبؤس .
851
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 851