responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 786


النص :
قال الإمام علي ( ع ) : وفسح بين الجوّ وبينها ( الضمير عائد إلى الجبال ) ، وأعدّ الهواء متنسّما لساكنها ، وأخرج إليها أهلها على تمام مرافقها . ثمّ لم يدع جرز الأرض ( أي الأرض التي تنبت عند مرور مياه العيون عليها ) الَّتي تقصر مياه العيون عن روابيها ، ولا تجد جداول الأنهار ذريعة إلى بلوغها ، حتّى أنشأ لها ناشئة سحاب تحيي مواتها ، وتستخرج نباتها . ألَّف غمامها بعد افتراق لمعه ، وتباين قزعه . حتّى إذا تمخّضت لجّة المزن فيه ، والتمع برقه في كففه ، ولم ينم وميضه في كنهور ( القطع العظيمة من السحاب أو المتراكم منه ) ربابه ( الأبيض المتلاحق من السحاب ) ، ومتراكم سحابه ، أرسله سحّا متداركا قد أسفّ هيدبه ( أي دنا سحابه المتدلي كالذيل ) ، تمريه الجنوب درر أهاضيبه ( أي تستدر ريح الجنوب الماء من السحاب كما يستدر الحالب لبن الناقة ) ودفع شآبيبه ( جمع شؤبوب وهو المطر الشديد ) فلمّا ألقت السّحاب برك بوانيها ( تشبيه السحاب بالناقة إذا بركت وضربت بعنقها على الأرض ولاطمتها بأضلاع زورها ) ، وبعاع ( ألقى السحاب بعاعه : أمطر كل ما فيه ) ما استقلَّت به من العبء المحمول عليها ، أخرج به من هوامد الأرض النّبات ، ومن زعر الجبال الأعشاب ، فهي تبهج بزينة رياضها ، وتزدهي بما ألبسته من ريط ( جمع ريطة وهي كل ثوب رقيق لين ) أزاهيرها ، وحلية ما سمطت به من ناضر أنوارها ( جمع نور وهو الزهر ) وجعل ذلك بلاغا للأنام . ورزقا للأنعام . وخرق الفجاج في آفاقها ، وأقام المنار للسّالكين على جوادّ طرقها . ( الخطبة 89 ، 3 ، 172 )

786

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 786
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست