responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 74


الحالين خروج عن حقيقة التوحيد ، فإذا كانت صفات اللَّه زائدة عن ذاته كان هناك قديمان ، وهذا إشراك باللَّه تعالى . وإذا كانت صفاته جزء منه فقد جزأنا اللَّه تعالى ، وهذا مخالف للوحدانيّة وأنه غير محل للحوادث .
وقد وضّح الإمام علي ( ع ) هذه الناحية الحسّاسة بقوله إن صفات اللَّه هي عين ذاته ، وأنه سبحانه غير قابل للتجزي أو المحدودية ، فلا يقال له ( فيم ) و ( علام ) و ( متى ) و ( حتى ) و ( ممّا ) التي هي من نعوت الأشياء المخلوقة ، واللَّه منزّه عن ذلك .
النصوص : قال الإمام علي ( ع ) : أوّل الدّين معرفته ، وكمال معرفته التّصديق به ، وكمال التّصديق به توحيده ، وكمال توحيده الإخلاص له ، وكمال الإخلاص له نفي الصّفات عنه ، لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف ، وشهادة كلّ موصوف أنّه غير الصّفة ( نفي الصفات يعني الاعتقاد بأن صفاته تعالى هي عين ذاته ، وليست صفاتا زائدة على ذاته كما هو الأمر بالنسبة للمخلوقات ، فتكون شيئا منفصلا عنها . فمن قال بأن صفة اللَّه هي كصفة المخلوق ، فقد جعل صفات اللَّه جزءا منفصلا عن اللَّه ، ويكون بذلك قد أشرك به ، لأنه ثنّاه وجزّأه ) .
فمن وصف اللَّه سبحانه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثنّاه ، ومن ثنّاه فقد جزّأه ، ومن جزّأه فقد جهله ، ومن جهله فقد أشار إليه ، ومن أشار إليه فقد حدّه ، ومن حدّه فقد عدّه ، ومن قال « فيم » فقد ضمّنه ، ومن قال « علام » فقد أخلى منه . ( أي إنه لا يجوز السؤال عن اللَّه تعالى بألفاظ تناسب الأجسام المحدودة مثل « فيم وعلام » لأن اللَّه سبحانه غير محدود بجهة فتجوز الإشارة إليه ، وليس له مكان محصور يحدّه فهو مفقود خارجه ) . ( الخطبة 1 ، 24 ) لمّا بدّل أكثر خلقه عهد اللَّه إليهم ، فجهلوا حقّه ، واتّخذوا الأنداد معه . ( الخطبة 1 ، 31 ) وأشهد أن لا إله إلَّا اللَّه وحده لا شريك له ، شهادة ممتحنا إخلاصها ، معتقدا مصاصها ( المصاص من كل شيء خالصه ) . نتمسّك بها أبدا ما أبقانا ، وندّخرها لأهاويل ما يلقانا .
فإنّها عزيمة الإيمان ، وفاتحة الإحسان ، ومرضاة الرّحمن ، ومدحرة الشّيطان . ( الخطبة 2 ، 35 )

74

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست