responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 644


لو أتاك أتاني . فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي ، فكتبت إليك كتابي مستظهرا به ، إن أنا بقيت لك أو فنيت . ( الخطبة 270 ، 1 ، 474 ) إلى أن يقول ( ع ) : وإنّما قلب الحدث كالأرض الخالية ، ما ألقي فيها من شيء قبلته .
فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ، ويشتغل لبّك . لتستقبل بجدّ رأيك من الأمر ما قد كفاك أهل التّجارب بغيته وتجربته . فتكون قد كفيت مئونة الطَّلب ، وعوفيت من علاج التّجربة . فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه ، واستبان لك ما ربّما أظلم علينا منه .
أي بنيّ ، إنّي وإن لم أكن عمّرت عمر من كان قبلي ، فقد نظرت في أعمالهم ، وفكَّرت في أخبارهم ، وسرت في آثارهم ، حتّى عدت كأحدهم . بل كأنّي بما انتهى إليّ من أمورهم قد عمّرت مع أوّلهم إلى آخرهم ، فعرفت صفو ذلك من كدره ، ونفعه من ضرره ، فاستخلصت لك من كلّ أمر نخيله ، وتوخّيت لك جميله ، وصرفت عنك مجهوله ، ورأيت حيث عناني من أمرك ما يعني الوالد الشّفيق ، وأجمعت عليه من أدبك ، أن يكون ذلك وأنت مقبل العمر ومقتبل الدّهر ، ذو نيّة سليمة ونفس صافية ، وأن أبتدئك بتعليم كتاب اللَّه عزّ وجلّ وتأويله ، وشرائع الاسلام وأحكامه ، وحلاله وحرامه ، لا أجاوز ذلك بك إلى غيره . ثمّ أشفقت أن يلتبس عليك ما اختلف النّاس فيه من أهوائهم وآرائهم مثل الَّذي التبس عليهم ، فكان إحكام ذلك على ما كرهت من تنبيهك له ، أحبّ إليّ من إسلامك إلى أمر لا آمن عليك به الهلكة .
ورجوت أن يوفّقك اللَّه فيه لرشدك ، وأن يهديك لقصدك ، فعهدت إليك وصيّتي هذه . ( الخطبة 270 ، 1 ، 476 ) ثم قال ( ع ) : ولا تكوننّ ممّن لا تنفعه العظة إلَّا إذا بالغت في إيلامه . فإنّ العاقل يتّعظ بالآداب ، والبهائم لا تتّعظ إلَّا بالضّرب . ( الخطبة 270 ، 4 ، 488 ) لا تقسروا أولادكم على آدابكم ، فإنّهم مخلوقون لزمان غير زمانكم . ( حديد 102 ) ضرب الوّالد الولد كالسّماد للزّرع . ( حديد 724 )

644

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 644
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست