نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 361
ويكفي قول الرسول ( ص ) له « أقضاكم علي » . وهو الذي قال في الخطبة المنبرية على البديهة : صار ثمنها تسعا . أمّا في الرأي والتدبير فقد كان من أسد الناس رأيا وأصحهم تدبيرا . هو الذي أشار على عمر ( رض ) لما عزم على أن يتوجه بنفسه إلى حرب الروم والفرس بما أشار . وهو القائل : لولا الدين والتقى لكنت أدهى العرب . النصوص : ومن كلام له ( ع ) وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج إلى غزو الروم بنفسه فنهاه عن ذلك : إنّك متى تسر إلى هذا العدوّ بنفسك ، فتلقهم فتنكب ، لا تكن للمسلمين كانفة ( أي عاصمة يلجئون إليها ) دون أقصى بلادهم . ليس بعدك مرجع يرجعون إليه . فابعث إليهم رجلا محربا ، وأحفز معه أهل البلاء والنّصيحة . فإن أظهر اللَّه فذاك ما تحبّ ، وإن تكن الأخرى كنت ردءا للنّاس ، ومثابة للمسلمين . ( الخطبة 132 ، 246 ) ومن كلام له ( ع ) وقد استشاره عمر بن الخطاب في الشخوص لقتال الفرس بنفسه : إنّ هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا بقلَّة . وهو دين اللَّه الَّذي أظهره ، وجنده الَّذي أعدّه وأمدّه ، حتّى بلغ ما بلغ ، وطلع حيث طلع . ونحن على موعود من اللَّه . واللَّه منجز وعده ، وناصر جنده . ومكان القيّم بالأمر مكان النّظام ( أي السلك ) من الخرز ، يجمعه ويضمّه . فإن انقطع النّظام تفرّق الخرز وذهب ، ثمّ لم يجتمع بحذافيره أبدا . والعرب اليوم وإن كانوا قليلا ، فهم كثيرون بالإسلام ، عزيزون بالاجتماع . فكن قطبا ، واستدر الرّحى بالعرب ، وأصلهم دونك نار الحرب فإنّك إن شخصت من هذه الأرض ، انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها . حتّى يكون ما تدع وراءك من العورات أهمّ إليك ممّا بين يديك . إنّ الأعاجم إن ينظروا إليك غدا يقولوا : هذا أصل العرب ، فإذا قطعتموه استرحتم ، فيكون ذلك أشدّ لكلبهم عليك ، وطمعهم فيك . فأمّا ما ذكرت من مسير القوم إلى
361
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 361