responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 291


تحيي به ما قد مات ، وتردّ به ما قد فات . أللَّهمّ سقيا منك محيية مروية ، تامّة عامّة ، طيّبة مباركة ، هنيئة مريعة . زاكيا نبتها ، ثامرا فرعها ، ناضرا ورقها . تنعش بها الضّعيف من عبادك ، وتحيي بها الميّت من بلادك أللَّهمّ سقيا منك تعشب بها نجادنا ، وتجري بها وهادنا ، ويخضب بها جنابنا ( الجناب : الناحية ) ، وتقبل بها ثمارنا وتعيش بها مواشينا ، وتندى بها أقاصينا ، وتستعين بها ضواحينا . من بركاتك الواسعة ، وعطاياك الجزيلة . على بريّتك المرملة ( أي الفقيرة ) ووحشك المهملة .
وأنزل علينا سماء مخضلة ، مدرارا هاطلة . يدافع الودق منها الودق ( أي المطر ) ، ويحفز القطر منها القطر . غير خلَّب برقها ( أي برق يطمعك بالمطر ولا ينزل بالمطر ) ، ولا جهام ( السحاب الذي لا مطر فيها ) عارضها ( العارض ما يعرض في الأفق من سحاب ) . ولا قزع ( القزع : القطع الصغار المتفرقة من السحاب ) ربابها ( الرباب : السحاب الأبيض ) ، ولا شقّان ذهابها ( أي ولا أمطار قليلة ذات ريح باردة ) ، حتّى يخصب لإمراعها المجدبون ، ويحيا ببركتها المسنتون ( أي المقحطون ) . فإنّك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا ، وتنشر رحمتك وأنت الوليّ الحميد . ( الخطبة 113 ، 222 ) من خطبة له ( ع ) ينبه فيها العباد على لزوم الدعاء والاستغاثة إذا احتبس عنهم المطر : ألا وإنّ الأرض الَّتي تقلَّكم ، والسّماء الَّتي تظَّلكم ، مطيعتان لربّكم . وما أصبحتا تجودان لكم ببركتهما توجّعا لكم ، ولا زلفة إليكم ، ولا لخير ترجوانه منكم . ولكن أمرتا بمنافعكم فأطاعتا ، وأقيمتا على حدود مصالحكم فقامتا .
إنّ اللَّه يبتلي عباده عند الأعمال السّيّئة بنقص الثّمرات ، وحبس البركات ، وإغلاق خزائن الخيرات . ليتوب تائب ، ويقلع مقلع . ويتذكَّر متذكَّر ، ويزدجر مزدجر . وقد جعل اللَّه سبحانه الاستغفار سببا لدرور الرّزق ورحمة الخلق ، فقال سبحانه * ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّه كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً ويُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ ويَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ ويَجْعَلْ لَكُمْ ) * فرحم اللَّه امرأ استقبل توبته ، واستقال خطيئته ، وبادر منيّته .
أللَّهمّ إنّا خرجنا إليك من تحت الأستار والأكنان ، وبعد عجيج البهائم والولدان .

291

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست